الأخـبـار
رسائل حاسمة من قرطاج: حياد المرافق العمومية ولا تسامح مع العابثين بمسؤولياتهم و لا حاجة لتونس بكفاءة... تكريم رفيع لبعثة المنتخب الأردني يُجسّد عمق الروابط الرياضية بين تونس والأردن السفارة الجزائرية بتونس تحتفل بالذكرى الـ71 لثورة التحرير المجيدة: ذاكرة تصنع الحاضر وتستشرف المستقب... السيدة خولة بالأخضر الرئيس المدير العام لديوان البحرية التجارية في زيارة فجئية لميناء بنزرت إتحاد إذاعات الدول العربية يشارك في الملتقى السابع للتعاون الصيني–العربي في مجال الإذاعة والتلفزيون ... إحتفال بالذاكرة والوفاء: قنصلية الجزائر بتونس تُحيي الذكرى 71 لثورة نوفمبر المجيدة تونس على موعد مع حدث عالمي: "القيادة من خلال الابتكار" شعار المؤتمر العالمي للغرفة الفتية الدولية 20... فيرتز لاعب ليفربول : مباراة ريال مدريد قويّة جدّا والسيتي سيرهقنا كثيرا في مقر إقامة سفير اليابان بتونس: ديبلوماسية الشباب ترسم طريق التعاون الإقتصادي الجديد بلاغ صحفي صادر عن منظمة الأسرة العربية اليابان تكرّم السفير التونسي السابق "محمد اللومي" بوسام الشمس المشرقة السفير العُماني بتونس: العلمُ جسرُ التقارب بين الشعوب
ثقافة و فنون

مجموعة “خــلجات” تغـريد قلـم

مسك القلم ولم يعتريه شيء من الحسّ، لم يضطرم في دخيلته ما اعتاده من زخّات الفكر، لم يزره ذاك الحنين الخرافي إلى روائع الحبر، فكّر أن يعلن انفصاله عن الكتابة، دفعته أمواج المفردات والمصطلحات إلى حيث تتكسّر المعاني على صخور الدّلالات، جذبه مغناطيس الحرف وأسرته الكلمة في دهاليزها، ثمّ أطلّ عليه جيش الفقرات التي خطّها، جاءت مرتّبة في اصطفاف تضرب أقدام “الهمزات” و”الشدّات” وترفع الأيدي بالنياشين على “الضمّات” و”النّصبات” ثمّ تخفضها بـ “الكسرات” وتسبلها بـ “السّكون”.

وقف على نقطة النهاية فلم يجد من سراب الحياة ما وجده في حياة الرّوح، كان يرسم لوحات لمشاهد من زمن يمرّ بلا توقّف، كان يخال أنّ الواقع هو تلك الرسوم لكن في الحقيقة كانت تلك عقدة الحكاية وسرّ كلّ الروايات التي رويت من البشر أمثاله، عندما اعتقد أنّه امتلك ناصية اللغة حملته معها إلى بحار بلا قرار، ذهبت به حروفها إلى أمصار بلا ديار، وأسكنته ديارا قفار، أشعّت سنّ القلم على الصفحة لتضيء سطورها، وغيّب النّور ظلّ أنامله المتحرّكة الدؤوبة.

تكشّفت أمامه معالم الطريق واضحة، فكأنّه ينسلّ من الأجداث ويبعث للحياة من جديد، كأنّه عايش مخاض امرأة أسطوريّة، تلك التي أنجبت مثيلاتها العظماء والأدباء والفقهاء وقادة الجيوش الكاسحة، مخاض ولّد في كيانه فنّا عاضده خلق مبدع ومخلوق بديع، شعر أنّه تخطّى مصاعب البداية وتجاوز قسوة النهاية، هو معترك الدنيا عارف أنّه قادر على خوضه، هو عالم البشر علّمته التّجارب سبر أغواره، لم تصدمه خيانة ولم يؤلمه خسيس ولم يفزع تبدّل النّاس.

يرجع، دائما، إلى سرب الطّيور الذي يشكّل فصيلته، يحيا زمانه في زمن الآخرين، يتحرّى مسارب السّماء، حتّى لا يخطأ الثنايا، يغرّد مثلما يغرّد سربه، يؤمن بأنّ المرء يعرف من كلامه كما يتبيّن الطيّر من تغريده، ويعتقد أنّ سنّ القلم لا تخطّ إلاّ ما وعاه الرأس وحواه الفكر وندّ عن الضمير وصدع به العقل. 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: هذا المحتوى غير قابل للنسخ أو الطباعة.