غزّة.. نصر حتمي

ضربات قاصمة ومذلة للكيان الصهيوني الهجين والهمجي سطر ملحمتها أسود غزة وأشبالها، هؤلاء الأشاوس الذين يستحقون الاحترام ورفع القبعات فهم حماة ديارهم ومبعث فخر لهذه الأمة في الشدائد ومنجدوها عند الوغى وهم آخر حصونها المستباحة، وما داموا سينتصر شعب فلسطين وستبقى القدس عربية ولن تخبو لأمة العرب والإسلام عزيمة ولا روح البطولة والنخوة.
وجه الصهيونية القبيح لم تقدر على إخفاء بشاعته لا الأقنعة المضلٌلة ولا مساحيق التطبيع وأصباغها، فشناعات الصهاينة أطبقت الآفاق بإزهاق الارواح واهراق الدماء واستباحة السماوات والأرض في غزة وعلى تخومها ذلك لأنهم مجبولون منذ غبش التاريخ على الاجرام وافساد الحرث والنسل ونكث العهود مع الخلق وخالقه، فهي لعمري طينتهم وفطرتهم التي فطروا عليها، وعبثهم مسترسل مستمر لا تبدو نقطة نهايته المفصلية قد حان قطافها رغم الاتفاق المبرم لوقف إطلاق النار.
عبث الصهاينة وجرائمهم وشطحاتهم في قطاع غزة وفي أرض فلسطين وكذا العرب إنما حملهم على عبثهم ما حملهم من رهبة وفزع القوم وهرعهم الى الانحناء والاذعان والسكون و”القربة” فاستخفوا بضعف طافح وهوان ناضح وعجز بلغ الافاق، ولولا الضعف والهوان والعجز لما عبث بنو صهيون ولما رفعوا حتى السبابة للإشارة بها في وجوه أمة واسعة شاسعة بباعها وذراعها وجذورها وفروعها، اما “العبث المنكر” فذاك الذي يخلد في اذهان الذين يتوقفون عند ظاهر اللحن فذهب في ظنونهم ان ما يحصل “عبث” وما هو بعبث لو عادوا الى سنن الكون ومآثر الزمان الدهير، سيعلمون، علم اليقين، ان ما يرى انه “عبث في التقتيل والاستحياء والترويع” وانه “عبث في انتهازية ولاإنسانية راعي الابادة”، ناهيك انهم سيعلمون ان ذلك العبث اضف اليه “عبث الصامتين والمعاونين خلسة ومن لف لفهم”، له جزاؤه ان عاجلا ام اجلا لكنه اذا جاء لا يؤجل.
ولعل ثمن العربدة سيكون له حتما ولا محالة ثمن وسيكون الثمن باهظا، والله لن يطلع أحدا من خلقه على خططه ليقتص من الظالم ويرجع حق المظلوم، ولن يكشف حجب الغيب ليعرف الناس كيف يكون الحساب ومتى وما الأسباب، بل لعل أي “سيناريست” محنك واسع الخيال ومعروف ومشهود له بالاحترافية يمكن أن يكتب فصلا واحدا مما حصل في غزة..
غزة كنز مكنون. موطن الانبياء ومنهل الشهداء والشاهد والصراط وأهلها هم أهل الأرض، وعلى الحق وسينتصرون دائما.
*قيس العرقوبي
كاتب تونسي