بولينا القابضة: أداء مالي صاعد يقابله تعثّر في العلاقة مع الصحافة بسياسة التمييز

رغم الأداء المالي الإيجابي لمجموعة بولينا القابضة (PGH) منذ بداية عام 2025، فإن حادثة منع عدد من الصحفيين من حضور وتغطية الجلسة العامة للمساهمين أثارت جدلاً واسعًا في الأوساط الإعلامية، وطرحت تساؤلات حول سياسة المجموعة في التعامل مع وسائل الإعلام و انتهاج سياسة التمييز.

الصحفيون يُمنعون من الدخول:

في مشهد غير مألوف، تعرّض عدد من الصحفيين الذين حضروا لتغطية الجلسة العامة العادية لمجموعة بولينا القابضة للمنع من الدخول، بعد أن صُدموا برفض المسؤول عن الإعلام بالمجموعة السماح لهم بالدخول، بحجة أن “الصحفيين تم استدعاؤهم قبل يوم، ومن لم يصله الاستدعاء غير معني بالحضور”.

هذه الخطوة، التي وُصفت من قبل البعض بـ”التمييزية” و”المُجحفة في حق الصحافة”، اعتُبرت سابقة غير مبررة، لا سيما وأن التغطية الإعلامية لمثل هذه المناسبات تُعد من صميم العمل الصحفي، ومن حق الرأي العام الاطلاع على مجريات وقرارات المؤسسات الاقتصادية الكبرى.

النتائج المالية: استثمارات قوية رغم تراجع الإيرادات:

بعيدًا عن الحادثة، سجّلت PGH في سنة 2024 رقم معاملات قدره 3,9 مليار دينار تونسي، منخفضًا بنسبة 4% مقارنة بسنة 2023. ويرجع ذلك إلى تخفيض طوعي لأسعار البيع لدعم القدرة الشرائية، إلى جانب تراجع الصادرات بنسبة 16% والمبيعات المحلية بنسبة 2%.

ومع ذلك، ارتفعت استثمارات المجموعة بنسبة 40% لتبلغ 229,7 مليون دينار، في مجالات رئيسية مثل مواد البناء، والصناعات الغذائية، وتربية الدواجن، في خطوة تعكس تمسّك المجموعة بخيار التطوير والتوسعة طويلة الأمد.

الربع الأول قوي في 2025… والنمو يتواصل:

شهد الربع الأول من سنة 2025 نموًا في رقم معاملات المجموعة بلغ 976 مليون دينار، أي بزيادة 7% مقارنة بالفترة نفسها من سنة 2024، مدفوعًا بارتفاع في المبيعات المحلية والصادرات، خاصة في القطاعات الغذائية والبيطرية.

كما استمرت PGH في ضخ الاستثمارات، التي بلغت خلال نفس الفترة 22,4 مليون دينار، بنسبة نمو قدرها 19%.

بين النمو الاقتصادي والارتباك الاتصالي:

رغم كل هذه المؤشرات الإيجابية، فإن حادثة منع الصحفيين كشفت عن وجود خلل في آليات التواصل المؤسسي داخل مجموعة بولينا القابضة. ففي وقت تتجه فيه المؤسسات الكبرى إلى تكريس الشفافية والانفتاح على الإعلام، جاء هذا التصرف ليبعث برسالة سلبية، قد تسيء إلى صورة المجموعة لدى الرأي العام.

ويؤكد مراقبون أن بناء الثقة لا يتم فقط عبر الأرقام، بل كذلك عبر احترام قواعد التعامل مع الإعلام وفتح الأبواب أمام التغطية الموضوعية، لا سيما خلال فعاليات على غرار الجلسات العامة التي تهم شريحة واسعة من المستثمرين والمواطنين.

دعوة إلى مراجعة نهج الاتصال:

في ظل النجاحات المالية التي تحققها PGH، تظل مسؤولية قسم الإعلام والتواصل داخل المؤسسة مضاعفة، لتكون في مستوى طموحاتها ومكانتها بالسوق التونسية والدولية، ومن المهم أن تعيد المجموعة تقييم سياساتها الاتصالية و عدم التمييز، و العمل على إرساء علاقة متوازنة مع الجسم الصحفي تقوم على الاحترام المتبادل والانفتاح، دعمًا لسمعتها المؤسسية واستمرارية مسارها الإيجابي.
نادرة الفرشيشي