مبادرة ذات بعد إنساني:
في إطار التزامه بالمسؤولية الاجتماعية، سلّم اتحاد إذاعات الدول العربية، اليوم الخميس، مبلغًا قدره 70 ألفًا و940 دينارًا لجمعية قرى الأطفال “SOS” تونس، وذلك من عائدات الدورة الأخيرة للمهرجان العربي للإذاعة والتلفزيون التي احتضنتها تونس في شهر جوان الماضي.
وقد تم تنظيم مراسم التسليم بمقر الاتحاد في العاصمة، بحضور المدير العام للاتحاد المهندس عبد الرحيم سليمان والمدير الوطني للجمعية السيد أشرف السعيدي.
شراكة استراتيجية بين الإعلام والعمل الخيري:
أوضح المدير العام للاتحاد عبد الرحيم سليمان أنّ هذه المبادرة تندرج في سياق دعم جهود جمعية SOS في رعاية الأطفال فاقدي السند، مشيرًا إلى أنّ الاتحاد يطمح إلى تطوير شراكة استراتيجية مع الجمعية، تقوم على توظيف الإعلام للتعريف بأنشطتها وتعزيز إشعاعها.
كما كشف عن التوجه نحو تخصيص جزء من عائدات المهرجانات المقبلة، على غرار مهرجان الأغنية العربية المنتظر تنظيمه في تونس سنة 2026، لفائدة أنشطة خيرية في تونس أو فلسطين، مذكّرًا بأنّ الاتحاد سبق وأن خصّص كامل عائدات إحدى دورات المهرجان لفائدة الفلسطينيين وخاصة في قطاع غزة.
دعم موجّه لاحتياجات مدرسية:
من جانبه، رحّب المدير الوطني للجمعية، أشرف السعيدي، بهذه الخطوة، واعتبرها دعمًا مشجعًا يعزز جهود الجمعية رغم محدودية قيمته المادية، مؤكّدًا أنّ المبلغ المقدم سيُخصّص لتغطية المستلزمات المدرسية لفائدة الأطفال فاقدي السند العائلي.
وبيّن السعيدي أنّ الجمعية أنفقت في العودة المدرسية الحالية ما يناهز 3.2 مليون دينار لتأمين حاجيات الأطفال، لافتًا إلى أنّ هذا الدعم يعكس أهمية تضامن مختلف المتدخلين لديمومة الخدمات المقدمة لهؤلاء الأطفال.
أرقام ودلالات:
تدير جمعية SOS تونس اليوم 4 قرى كبرى و4 مراكز لدعم الأسرة والأطفال موزعة على ولايات القيروان، القصرين، سيدي بوزيد وجندوبة.
وتتكفل الجمعية حاليًا برعاية حوالي 6 آلاف طفل، بعد أن كان عدد المستفيدين لا يتجاوز 900 طفل سنة 2019، وتسعى هذه السنة للوصول إلى 8 آلاف طفل مستفيد بميزانية تقدر بـ23 مليون دينار، لترتفع السنة المقبلة إلى 10 آلاف طفل بميزانية تتجاوز 30 مليون دينار.
وتحصل الجمعية على دعم مالي من المواطنين والمؤسسات الاقتصادية عبر التبرعات والزكاة، إضافة إلى دعم مباشر من الدولة يقارب 2.5 مليون دينار سنويًا.
و بهذا الدعم يضع اتحاد إذاعات الدول العربية بصمة واضحة في مسار التكافل الاجتماعي، مؤكّدًا أنّ الإعلام لا يقتصر على صناعة المحتوى ونقل الخبر، بل يمكن أن يتحوّل إلى فاعل مباشر في حماية الطفولة ورسم ملامح مستقبل أكثر إنصافًا.
إنها خطوة تُذكّر بأنّ مسؤولية بناء مجتمع متوازن لا تقع على عاتق الجمعيات وحدها، بل هي شراكة جماعية تتقاسمها المؤسسات، الإعلام، والدولة، وكل مواطن واعٍ بدوره في صناعة الأمل.
نادرة الفرشيشي
