بين أهداف أُلغيت وقرارات أثارت الجدل، تظل تقنية الفيديو المساعد للحكم (VAR) محور حديث الجماهير التونسية، بين من يعتبرها ضمانًا للعدالة ومن يراها بابًا جديدًا للغموض.
وفي محاولة لتقريب الصورة وشرح الآلية، فتحت الجامعة التونسية لكرة القدم أبوابها للإعلاميين، في يوم إعلامي مفتوح كشف الكثير من تفاصيل “غرفة الفار” وما يدور خلف الشاشات.
من الشاشة إلى القرار: كيف تعمل تقنية الـVAR في تونس؟
قدّمت إدارة التحكيم عرضًا تفصيليًا حول آلية عمل التقنية في البطولة التونسية، مدعومًا بإحصائيات دقيقة عن عدد الحالات التي تدخّل فيها الفار، بين أهداف ملغاة وأخرى محتسبة، وبطاقات حمراء وركلات جزاء مثيرة للجدل.
وقال “وليد الكشو”، عضو إدارة التحكيم، إن الجامعة تفكر في “توسيع استعمال التقنية لتشمل بعض مباريات الرابطة الثانية”، مؤكدًا أن “تجهيزات الفار في تونس أصبحت أكثر تطورًا بفضل دمج عناصر من الذكاء الاصطناعي لمساعدة الحكام على اتخاذ قرارات أسرع وأكثر دقة”.
محاكاة ميدانية أمام الإعلام: الفار في مواجهة الواقع:
لم يقتصر اللقاء على الجانب النظري، بل تخلله عرض ميداني لمحاكاة واقعية لتقنية الفار، مكنت الإعلاميين من متابعة الخطوات الدقيقة التي يمر بها القرار التحكيمي بدءًا من رصد اللقطة المثيرة إلى إتخاذ القرار النهائي.
هذه التجربة سمحت للإعلاميين بفهم أعمق لما يجري خلف الشاشات أثناء المباريات، وأظهرت حجم الجهد الفني والتقني المبذول لضمان العدالة داخل المستطيل الأخضر.
بين الإعلام والجامعة: شراكة على طريق الثقة:
في ختام اليوم الإعلامي، و في بادرة رمزية عبرت الجامعة التونسية لكرة القدم عن تقديرها لدور الصحافة الرياضية في دعم اللعبة ونقل صورتها إلى الجمهور بأمانة واحترافية.
نحو تحكيم أكثر عدلاً ومستقبل أكثر احترافية:
ما قامت به الجامعة التونسية لكرة القدم من فتح أبوابها للإعلاميين ومشاركتهم تفاصيل عمل تقنية الـVAR، يُعد خطوة رائدة في مسار الشفافية والتحديث داخل المنظومة الرياضية.
فمثل هذه المبادرات لا تكتفي بتقريب المعلومة من الرأي العام، بل تعزز الثقة بين التحكيم والجمهور، وتؤكد أن التطوير الحقيقي يبدأ من التواصل الصادق والإنفتاح على النقد البنّاء.
و إنّ طريق الاحترافية لا يُبنى في يوم واحد، لكنّ ما شهدناه اليوم يُثبت أنّ كرة القدم التونسية تسير بخطى ثابتة نحو عصر جديد من العدالة التقنية والثقة الرياضية، حيث يكون القرار التحكيمي أكثر وضوحًا، والميدان هو الحكم الأول والأخير.
نادرة الفرشيشي
