الأخـبـار
رسائل حاسمة من قرطاج: حياد المرافق العمومية ولا تسامح مع العابثين بمسؤولياتهم و لا حاجة لتونس بكفاءة... تكريم رفيع لبعثة المنتخب الأردني يُجسّد عمق الروابط الرياضية بين تونس والأردن السفارة الجزائرية بتونس تحتفل بالذكرى الـ71 لثورة التحرير المجيدة: ذاكرة تصنع الحاضر وتستشرف المستقب... السيدة خولة بالأخضر الرئيس المدير العام لديوان البحرية التجارية في زيارة فجئية لميناء بنزرت إتحاد إذاعات الدول العربية يشارك في الملتقى السابع للتعاون الصيني–العربي في مجال الإذاعة والتلفزيون ... إحتفال بالذاكرة والوفاء: قنصلية الجزائر بتونس تُحيي الذكرى 71 لثورة نوفمبر المجيدة تونس على موعد مع حدث عالمي: "القيادة من خلال الابتكار" شعار المؤتمر العالمي للغرفة الفتية الدولية 20... فيرتز لاعب ليفربول : مباراة ريال مدريد قويّة جدّا والسيتي سيرهقنا كثيرا في مقر إقامة سفير اليابان بتونس: ديبلوماسية الشباب ترسم طريق التعاون الإقتصادي الجديد بلاغ صحفي صادر عن منظمة الأسرة العربية اليابان تكرّم السفير التونسي السابق "محمد اللومي" بوسام الشمس المشرقة السفير العُماني بتونس: العلمُ جسرُ التقارب بين الشعوب
ثقافة و فنون

أيام قرطاج المسرحية 2025: المسرح نبض المجتمع وصوت المواطن

الدورة 26 تنطلق تحت شعار “المسرح والمجتمع”: دعوة إلى الوعي والتغيير:

عقدت الهيئة المديرة للدورة السادسة والعشرين لأيام قرطاج المسرحية، صباح الخميس 13 نوفمبر 2025، ندوة صحفية بمدينة الثقافة الشاذلي القليبي، ترأسها مدير المهرجان المسرحي محمد منير العرقي، الذي أعلن عن تفاصيل دورة واعدة ستنعقد من 22 إلى 29 نوفمبر 2025.

وأكد العرقي أن شعار هذه الدورة يختزل فلسفة المهرجان منذ تأسيسه: “ضد الظلم والطغيان، ومع قضايا الإنسان”، مشيرا إلى أن المسرح سيظل مرآة المجتمع ووسيلة للوعي والتغيير، فالمحور المركزي لهذه الدورة هو “المسرح والمواطنة”.

منتدى دولي بعنوان “الفنان المسرحي: زمنه وأعماله”:

من أبرز ملامح هذه الدورة تنظيم المنتدى المسرحي الدولي من 24 إلى 26 نوفمبر، تحت شعار “الفنان المسرحي: زمنه وأعماله”، بمشاركة نخبة من المبدعين والأكاديميين من تونس والعالم.
ويهدف المنتدى إلى خلق فضاء تفاعلي حيّ يجمع بين المخرجين والكتاب والنقاد والمفكرين لتبادل التجارب والنقاش حول مكانة الفن المسرحي في زمن التحولات الاجتماعية.

وسيشارك في المنتدى عدد من الأسماء البارزة على غرار الفاضل الجعايبي، محمد مسعود إدريس، توفيق الجبالي، أم الزين بن شيخة، عز الدين المدني، صلاح قصب، خالد جلال، لطيفة أحرار وغيرهم.

عروض متنوعة من أربع قارات والمسرح العالمي حاضر بقوة:

من جهته، كشف الدكتور سيف الدين الفرشيشي، المكلف بالبرمجة الرئيسية، أن المسابقة الرسمية ستضم 12 عرضًا من مستوى رفيع، بينها عرضان تونسيان، إلى جانب أعمال من العراق، لبنان، فلسطين، مصر، المغرب، الجزائر، الأردن، الإمارات، الكوت ديفوار، وجنوب إفريقيا.
وأشار إلى أن اللجنة الفنية تابعت أكثر من 400 عمل مسرحي قبل أن تنتقي نخبة منها للمشاركة في المسابقة الرسمية.

كما تتضمن البرمجة 16 عرضًا تونسيًا خارج المسابقة، و15 عرضًا ضمن “مسرح العالم” تمثل دولا مثل روسيا، المكسيك، إسبانيا، كولومبيا، وإيطاليا.
وتخصص الدورة أيضا مساحة للأطفال ولعروض السجون والإصلاحيات (مسرح الحرية) التي بلغت 36 عرضًا إلى حد الآن.

تكريم الوفاء والإبداع ويحيى الفخراني يضيء الإفتتاح:

قدّمت نصاف بن حفصية، المستشارة الفنية للمهرجان، لمحة عن لمسة الوفاء التي ستُخصص لتكريم مجموعة من الفنانين الراحلين، من بينهم فاضل الجزيري، أنور الشعافي، فتحي الهداوي، وعمارة المليتي.

أما التكريمات الحية فستُمنح لكل من لطيفة أحرار (المغرب)، عماد محسن علي الشنفري (سلطنة عمان)، عبد الرحمن كاماتي (الكوت ديفوار)، ومن تونس فتحي العكاري، ليلى الرزقي، علي الخميري، لزهاري السباعي، سليم الصنهاجي، وهادي بومعيزة.

وتتوج الدورة بالممثل القدير يحيى الفخراني، نجم عرض الافتتاح “الملك لير”، الذي يقدمه المسرح القومي المصري بإخراج شادي سرور.

افتتاح مهيب وموعد مع “الملك لير” و”حلم”:

الافتتاح الرسمي سيكون بمسرح الأوبرا بمدينة الثقافة مساء السبت 22 نوفمبر، بعرض مسرحية “الملك لير”، في عودة استثنائية للفنان يحيى الفخراني إلى الخشبة بعد الثمانين.
وفي الوقت نفسه، يقدم المخرج فاضل الجعايبي عرضه الجديد “حلم” بقاعة الريو، في تزامن رمزي بين جيلين من المبدعين يوحدهما شغف المسرح ووهج الخشبة.

ختام على إيقاع المسرح الحرّ والمواطنة:

بهذه الدورة الغنية والمتنوعة، تؤكد أيام قرطاج المسرحية من جديد أنها ليست مجرد تظاهرة فنية، بل فضاء حرّ للتفكير والنقاش، وملتقى لعشاق المسرح من كل أنحاء العالم، تحت راية الإبداع والمواطنة والحرية.

في زمنٍ تتسارع فيه الأحداث وتضيع فيه التفاصيل، يبقى المسرح ذاكرة الشعوب وضميرها الحيّ، يوقظ فينا الحلم ويزرع فينا الوعي، ويعيد صياغة الأسئلة الكبرى التي نخشى أحيانًا طرحها.

هكذا تمضي أيام قرطاج المسرحية في دورتها السادسة والعشرين، وفية لرسالتها الأصلية: أن يكون المسرح فنّ المقاومة والجمال، وفضاءً يُعيد الإنسان إلى جوهره، حرًّا، مفكرًا، ومبدعًا.
فمن قرطاج إلى العالم، يُرفع الستار مجددًا على خشبة تحيا بالحب، وتنطق بالصدق، وتؤمن أن الفنّ هو أسمى أشكال الحرية.
نادرة الفرشيشي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: هذا المحتوى غير قابل للنسخ أو الطباعة.