إفتتاح ثالث وحدة إنتاج دوائي في سيدي ثابت باستثمار يفوق 50 مليون دينار:
في خطوة جديدة تؤكد مكانتها الريادية في القطاع الصيدلاني، افتتحت شركة HIKMA تونس، يوم الاثنين 10 نوفمبر 2025، وحدتها الثالثة للإنتاج خلال حفل رسمي احتضنته المنطقة الصناعية بسيدي ثابت، بحضور وزير الصحة الدكتور مصطفى الفرجاني، والمدير العام للشركة معين الزعفراني، والمدير التنفيذي للعمليات بالمجموعة الأم طارق دروزة، إلى جانب عدد من كبار المسؤولين والخبراء في مجالي الصحة والصناعة الدوائية و سفير الأردن و سفير السينيغال بتونس .
مشروع استراتيجي يعزّز السيادة الصحية الوطنية:
أكد وزير الصحة، مصطفى الفرجاني، في كلمته خلال الافتتاح، أن هذا المشروع يمثل مرحلة مفصلية في مسار توطين الصناعة الدوائية في تونس، مشيدًا بجهود الشركة في دعم السيادة الصحية من خلال استثماراتها المستمرة ومساهمتها في تأمين الدواء محليًا.
وأضاف الوزير أن المشروع تطلّب استثمارًا يفوق 50 مليون دينار تونسي، ما يعكس الثقة في مناخ الاستثمار الوطني وقدرته على احتضان المشاريع الكبرى ذات القيمة المضافة.
6.500 متر مربع من الابتكار والإنتاج:
من جانبه، أوضح المدير العام لشركة حيكما تونس، معين الزعفراني، أن الوحدة الجديدة تمتد على مساحة إجمالية تبلغ 6.500 متر مربع، منها 2.000 متر مربع مخصصة للإنتاج، وتشغّل 40 موظفًا جديدًا، ليصل بذلك العدد الجملي للعاملين في الشركة إلى 320 موظفًا، تمثل النساء 40% منهم.
وتُعتبر الوحدة الجديدة نموذجًا للتكامل الصناعي، إذ تم تصميمها وفق أحدث المعايير العالمية للجودة والسلامة، كما تعتمد على تكنولوجيا إنتاج متطورة تتيح تصنيع 200 ألف قرص دوائي في الساعة.
نحو التصدير والريادة الإقليمية:
أشار الزعفراني إلى أن حوالي 30% من الإنتاج موجّه للتصدير نحو الأسواق الإفريقية الناطقة بالفرنسية، مؤكدًا أن حيكما تونس أصبحت اليوم جسرًا يربط بين الصناعة الدوائية التونسية والقارة الإفريقية.
كما تُنتج الشركة أكثر من 140 صنفًا من الأدوية، تشمل مجالات العلاج الحيوي والمزمن، بما يتماشى مع المعايير الدولية المعتمدة في كبرى الشركات العالمية.
الإستثمار في الكفاءات التونسية:
شدّد المدير العام على أهمية التكوين المستمر وتطوير القدرات المحلية، مبرزًا أن جميع الكفاءات العاملة في المصنع تونسية 100%، وهو ما يعكس الإيمان العميق بقدرة الخبرات الوطنية على تحقيق التميز والابتكار.
وأضاف: “حيكما تونس، بعد 35 سنة من العطاء، تواصل الإستثمار في الإنسان أولًا قبل الآلة، لأن العنصر البشري هو أساس النجاح المستدام.”
تونس تصنع الدواء وتكتب قصتها بنفسها:
يأتي إفتتاح هذه الوحدة ليؤكد أن تونس لا تكتفي بالاستهلاك، بل تصنع المستقبل بيديها.
إنها رسالة أمل وفخر، بأن السيادة الصحية ليست شعارًا يُرفع، بل مشروعًا يُبنى لبنة بعد أخرى، على أرض الواقع، بعقول وسواعد تونسية.
وفي زمن تتحدّى فيه الشعوب التبعية، تُثبت حيكما تونس أن الإستثمار في الصحة هو الإستثمار في الكرامة الوطنية.
نادرة الفرشيشي
