سفير سلطنة عُمان بتونس: تمكين المرأة وتجسيد رؤية عُمان 2040 في قلب الدبلوماسية الإنسانية:

أكد سعادة الدكتور هلال بن عبد الله السناني، سفير سلطنة عُمان المعتمد لدى الجمهورية التونسية، أن مشاركة سلطنة عُمان في أعمال المؤتمر السادس للتحالف العربي لصحة وطب المراهقين المنعقد في تونس من 13 إلى 15 أكتوبر الجاري تحت شعار «من التحديات إلى الحلول: نهج شامل لرفاهية المراهقين» – تأتي تأكيدًا على التزام السلطنة الراسخ بدعم المبادرات العربية الهادفة إلى الارتقاء بالصحة العامة وتنمية الإنسان العربي.
التزام عُماني بدعم صحة المراهقين:
وأوضح سعادته أن مشاركة السلطنة من خلال وفود من وزارة التربية والتعليم ووزارة الصحة وكلية عُمان للعلوم الصحية، تجسد نهج عُمان في الاستثمار في الإنسان، مشيرًا إلى أن المراهقين يمثلون «الثروة البشرية التي تُبنى عليها نهضة الأمم».
وأضاف أن تبادل الخبرات العربية وتطوير السياسات الصحية والتعليمية القائمة على المعرفة والعلم هو السبيل الأمثل لبناء أجيال عربية قادرة على صناعة مستقبل أفضل.
علاقات راسخة بين عُمان وتونس:
وشدّد السفير السناني على أن هذه المشاركة تعكس عمق العلاقات الأخوية بين سلطنة عُمان والجمهورية التونسية، والتعاون المستمر في مجالات التعليم والصحة والبحث العلمي، مؤكدًا أن البلدين يجتمعان على رؤية واحدة قوامها الإنسان العربي وتنميته.
المرأة العُمانية.. ركيزة النهضة المتجددة:
وأشار سعادته إلى أن الإهتمام بالمراهقين وصحتهم لا ينفصل عن الرؤية الوطنية الشاملة لبناء الإنسان وتمكينه معرفيًا وصحيًا واجتماعيًا، مؤكدًا أن تمكين المرأة العُمانية يشكّل أحد أعمدة التجربة التنموية في السلطنة.
وقال: «المرأة في سلطنة عُمان شريك فاعل في عملية البناء الوطني، وليست متلقية للسياسات فحسب، بل مساهمة في صياغة الحاضر وصناعة المستقبل».
وأضاف أن يوم المرأة العُمانية، الذي تحتفل به السلطنة في 17 أكتوبر من كل عام، يجسد الرؤية الحكيمة للمغفور له بإذن الله السلطان قابوس بن سعيد – طيب الله ثراه – الذي خصّص هذا اليوم عام 2009 تقديرًا لإسهامات المرأة العُمانية في النهضة المباركة.
استمرار النهج في ظل القيادة الحكيمة:
وأكد السفير أن النهضة المتجددة بقيادة حضرة صاحب الجلالة السلطان “هيثم بن طارق” المعظم حفظه الله ورعاه تواصل ترسيخ مبدأ الشراكة بين الرجل والمرأة في مسيرة التنمية المستدامة.
وأشار إلى أن جلالته أكد في خطابه السامي عام 2020 أن مشاركة المواطنين في صناعة حاضر البلاد ومستقبلها هي دعامة أساسية من دعامات العمل الوطني، وأن المرأة تتمتع بحقوقها التي كفلها القانون وتعمل جنبًا إلى جنب مع الرجل لخدمة الوطن.
كما استشهد السفير بكلمة السيدة الجليلة عهد بنت عبد الله البوسعيدية حفظها الله في يوم المرأة العُمانية لعام 2023، حين قالت:
«السابع عشر من أكتوبر في كل عام يجدد فخرنا واعتزازنا بالمرأة العُمانية، التي أثبتت بتفانيها وعزيمتها أن النجاح لا يعرف حدودًا، وأن بصمتها اللامعة تظهر في كافة المجالات».
إحصاءات تؤكد الحضور القوي للمرأة:
وأوضح سعادته أن الأرقام الصادرة عن المركز الوطني للإحصاء والمعلومات حتى يونيو 2024 تؤكد هذا الدور المتنامي للمرأة العُمانية، إذ بلغ عدد العاملات في القطاع الحكومي أكثر من 100 ألف موظفة، وفي القطاع الخاص نحو 120 ألف عُمانية، وفي القطاع الأهلي والعائلي أكثر من مليون امرأة، بينما بلغت نسبة الإناث العاملات في الصناعات الحرفية 57%.
رؤية عُمان 2040.. المرأة في قلب التنمية:
وأشار السفير إلى أن رؤية عُمان 2040 جعلت من مبدأ تكافؤ الفرص بين الجنسين ركيزة أساسية في بناء اقتصاد تنافسي ومجتمع مشارك ودولة مؤسساتية حديثة، مؤكدًا أن المرأة ليست فقط مستفيدة من التنمية بل شريك أساسي في صياغة القرار والمستقبل.
خاتمة: من تونس إلى العالم.. رسالة عُمان للإنسان:
واختتم سعادة السفير تصريحه قائلًا:
«إن مشاركة الكفاءات العُمانية من الجنسين في المحافل الإقليمية والعربية والدولية، ومنها هذا المؤتمر في تونس، تجسد التزام سلطنة عُمان بتعزيز الدبلوماسية العلمية والصحية، وترسخ مكانتها كدولة تؤمن بأن التنمية تبدأ من الإنسان، وأن المرأة والشباب هما عماد المستقبل المزدهر لعُمان والعالم العربي.»
من تونس، تحمل سلطنة عُمان رسالتها للعالم: التنمية ليست مشروعات إسمنت وحديد، بل عقول تبني، ونساء ينهضن، وشباب يحلمون بمستقبل عربي يليق بالإنسان.
نادرة الفرشيشي