عـــــــاجـــــل
"فود تراك تونسي… مشروعك بين ايديك" مبادرة شبابيّة متميّزة تأمل تفاعلا من السلط المعنيّة: اسكندر الشريقي لجريدة عليسة الإخبارية: تونس بحاجة للتوظيف السليم للذكاء الاصطناعي مندوبية تونس 2 للتربية تكشف نتائج مسابقة تحدي القراءة العربي في نسختها الثامنة قابس تحتضن الدورة 2 من مهرجان ريم الحمروني للثقافة تحت شعار "ويستمر الوفاء" مدينة العلوم بتونس تحتضن الندوة الوطنيّة حول «التّبذير الغذائيّ في تونس» تونس تستضيف المؤتمر العربي للإكتواريين 2024 تنظيم ورشة عمل حول مخرجات برنامج التعاون الفني الخاص بدعم الاتفاقيات التجارية مع إفريقيا المبرم مع ا... إحداث قنصلية تونسية جديدة بمدينة بولونيا الإيطالية الاحتفاظ بموظفين إثنين من الخطوط التونسية وزير الخارجية يدعو إلى ترحيل جثمان عادل الزرن في أقرب وقت: الخطوط التونسية تستعد للموسم الصيفي:إعادة فتح الخطوط والترفيع في عدد الرحلات وتعزيز الأسطول: ستارويل تفتتح محطة بنزين جديدة في حدائق المروج/نعسان:
ثقافة و فنون

مجموعة “خــلجات” تغـريد قلـم

مسك القلم ولم يعتريه شيء من الحسّ، لم يضطرم في دخيلته ما اعتاده من زخّات الفكر، لم يزره ذاك الحنين الخرافي إلى روائع الحبر، فكّر أن يعلن انفصاله عن الكتابة، دفعته أمواج المفردات والمصطلحات إلى حيث تتكسّر المعاني على صخور الدّلالات، جذبه مغناطيس الحرف وأسرته الكلمة في دهاليزها، ثمّ أطلّ عليه جيش الفقرات التي خطّها، جاءت مرتّبة في اصطفاف تضرب أقدام “الهمزات” و”الشدّات” وترفع الأيدي بالنياشين على “الضمّات” و”النّصبات” ثمّ تخفضها بـ “الكسرات” وتسبلها بـ “السّكون”.

وقف على نقطة النهاية فلم يجد من سراب الحياة ما وجده في حياة الرّوح، كان يرسم لوحات لمشاهد من زمن يمرّ بلا توقّف، كان يخال أنّ الواقع هو تلك الرسوم لكن في الحقيقة كانت تلك عقدة الحكاية وسرّ كلّ الروايات التي رويت من البشر أمثاله، عندما اعتقد أنّه امتلك ناصية اللغة حملته معها إلى بحار بلا قرار، ذهبت به حروفها إلى أمصار بلا ديار، وأسكنته ديارا قفار، أشعّت سنّ القلم على الصفحة لتضيء سطورها، وغيّب النّور ظلّ أنامله المتحرّكة الدؤوبة.

تكشّفت أمامه معالم الطريق واضحة، فكأنّه ينسلّ من الأجداث ويبعث للحياة من جديد، كأنّه عايش مخاض امرأة أسطوريّة، تلك التي أنجبت مثيلاتها العظماء والأدباء والفقهاء وقادة الجيوش الكاسحة، مخاض ولّد في كيانه فنّا عاضده خلق مبدع ومخلوق بديع، شعر أنّه تخطّى مصاعب البداية وتجاوز قسوة النهاية، هو معترك الدنيا عارف أنّه قادر على خوضه، هو عالم البشر علّمته التّجارب سبر أغواره، لم تصدمه خيانة ولم يؤلمه خسيس ولم يفزع تبدّل النّاس.

يرجع، دائما، إلى سرب الطّيور الذي يشكّل فصيلته، يحيا زمانه في زمن الآخرين، يتحرّى مسارب السّماء، حتّى لا يخطأ الثنايا، يغرّد مثلما يغرّد سربه، يؤمن بأنّ المرء يعرف من كلامه كما يتبيّن الطيّر من تغريده، ويعتقد أنّ سنّ القلم لا تخطّ إلاّ ما وعاه الرأس وحواه الفكر وندّ عن الضمير وصدع به العقل. 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com
error: هذا المحتوى غير قابل للنسخ أو الطباعة.

يمكنكم أيضا متابعتنا على صفحتنا على الفيس بوك