عـــــــاجـــــل
ستارويل تفتتح محطة بنزين جديدة في حدائق المروج/نعسان: إنطلاق الدورة الثامنة لأسبوع المطبخ الإيطالي في العالم: وزير التعليم العالي والبحث العلمي يعلن عن انطلاق مشروعي تركيز السحاب الرقمي القطاعي ودراسة وتصميم من... مصالح الحرس الديواني بجربة تحبط محاولة تهريب كمية من البضائع المهربة بقيمة تجاوزت ال4مليون دينار إرتفاع حصيلة وفيّات زلزال تركيا وزيرة التجهيز تضرب بقوة... تسحب رخص لعدد من الشركات وتسترجع 3 مقاطع رخامية بمساحة 12 هكتارا نجاح ديواني جديد في إحباط تهريب أقراص مخدّرة طائرة جديدة للخطوط الجوّية التّونسية بسام معطر:الهيئة العليا للانتخابات اكتفت بالسهر على تنفيذ المراسيم ذات العلاقة بالمسار الإنتخابي الكشف عن منظّم هجوم جسر القرم والمتواطئين معه شركة أوريدو تونس تعلن عن شعارها الجديد "طور عالمك" وعن علامتها التجارية بحلّتها الجديدة دورة تكوينية لفائدة 20 شابة من 15 دولة حول تربية الأحياء المائية بالبحر الأبيض المتوسط و البحر الأسو...
ثقافة و فنون

المجموعة “خــلجات” “ذات ديســمبر”

ذات “ديسمبر ” بدأ سنّ القلم ينسلّ من غطائه كما ينسلّ السيّف من غمده لم يكن ليهزّه سوى رعن البشر وقسوة الأحبّة. كان الشّهر ذاك العام باردا والسّحب أبت إلاّ أن تتدلهمّ، وتسودّ وتخنق ضياء الشمس التي احتجبت وتركت الفضاء للمطر وبعض رذاذ البرد والثّلج، لم يختلف الشهر عن بداية السنة كانت ثقيلة منهكة تعلّمت فيها النّفس كيف يرميك القريب ويخونك الحبيب، إطار الأحداث كان باهتا بلا إضاءة وأرشيف خال من وثيقة تستوجب أن تحفظ، وكان صعبا بل مستحيل أن يدرك بشر ذاك الذي حدث.

كان الأمر أقوى من “إنسان جبّار”، لم تكن الدموع الكاذبة ولا الأعذار الزائفة ولا الاعتذارات الواهية كفيلة بأن تمسح الوجع أو توقف القلب عن الضجيج الذي أصابه، كان عليه المواجهة وتقبّل الواقع، فلا عاقل من طينة الشجعان يقبل بهجر نفسه أو الهروب كالجبناء حتّى ولو أدخل مسارح “روما القديمة” فريسة لوحوشها الكاسرة، اختار المعركة فهو يعلم أنّ الهروب مقتل من دبر وأنّ الوقوف في وجه الوحش إمّا موت من قبل وإمّا انتصار بجراح مثخنة، خيّر الانتصار.

وجد نفسه كالغريق تتقاذفه الأمواج المتلاطمة، حاول أن يجمع شتات نفسه وجسده، تكالبت عليه الحمّى وأوجاع الرأس والصّدر، تهالك بدنه حتّى باتت رجلاه عاجزتان عن حمله، مبلغ الألم كان عظيما كأنّه محتضر في لحظات الموت والزّوال، تفسّخت ملامح وجهه وصعد البخار من فيه لينبعث في الفضاء كأنّه الماء يغلي في إناء ناره وهجاء، كأنّه في النّزع الأخير.

جعلته “الواقعة” يمثّل نفسه بقائد جيش جرّار انهزم في ملحمة وقتل جنوده جميعهم وبقي هو وحيدا يسيرا هائما على وجهه بين الجثث الملطخة بالدماء تشوكها حراب السيوف وأنصال الخناجر بعد أن أهداه أعداؤه حياته ثمنا لشجاعته وفروسيته ومروءته وسيرته التي يحفظها كلّ من عرفه وعايشه، استفاق على أصوات الحقيقة وحديث الواقع، استيقظ من كابوس مفزع لم يرتضيه يوما لنفسه أو حتّى لغيره، لكن هو “القدر” حكم على مجريات الأحداث لتكون على تلك الشاكلة.

“ديسمبر” ذاك العام هو حلقة من مسلسل حياته، بل هي عقدة القصّة التي غيّرت مفاهيم الحياة وعرّفت “البطل” بأنواع البشر، عرفته بأنّ الأفاعي جميلة ملساء، وكذلك الثعابين، حلقة أطوارها كشفت له جودة المعادن ودفعته لمغادرة الجزيرة التي خالها روضة غنّاءّ ذات بال وبهجة، خال نفسه امبراطورا فيها وأنّها تاج على رأسه، لكنّه في الواقع لم يكن سوى امبراطور واهم على جزيرة نائية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com
error: هذا المحتوى غير قابل للنسخ أو الطباعة.

يمكنكم أيضا متابعتنا على صفحتنا على الفيس بوك