عـــــــاجـــــل
ستارويل تفتتح محطة بنزين جديدة في حدائق المروج/نعسان: إنطلاق الدورة الثامنة لأسبوع المطبخ الإيطالي في العالم: وزير التعليم العالي والبحث العلمي يعلن عن انطلاق مشروعي تركيز السحاب الرقمي القطاعي ودراسة وتصميم من... مصالح الحرس الديواني بجربة تحبط محاولة تهريب كمية من البضائع المهربة بقيمة تجاوزت ال4مليون دينار إرتفاع حصيلة وفيّات زلزال تركيا وزيرة التجهيز تضرب بقوة... تسحب رخص لعدد من الشركات وتسترجع 3 مقاطع رخامية بمساحة 12 هكتارا نجاح ديواني جديد في إحباط تهريب أقراص مخدّرة طائرة جديدة للخطوط الجوّية التّونسية بسام معطر:الهيئة العليا للانتخابات اكتفت بالسهر على تنفيذ المراسيم ذات العلاقة بالمسار الإنتخابي الكشف عن منظّم هجوم جسر القرم والمتواطئين معه شركة أوريدو تونس تعلن عن شعارها الجديد "طور عالمك" وعن علامتها التجارية بحلّتها الجديدة دورة تكوينية لفائدة 20 شابة من 15 دولة حول تربية الأحياء المائية بالبحر الأبيض المتوسط و البحر الأسو...
تحقيقات

قطاع تربية الإبل في تونس: ثروة وطنيّة هامّة في تناقص كبير رغم المزايا والتحفيزات؟؟؟

تكشف المؤشرات الإحصائيّة الحديثة أنّ عدد رؤوس الإبل في بلادنا يربو على 80 ألف رأس في حوزة 1300 مربّ، حيث توفّر سنويا حوالي 4 آلاف طن من اللحوم الحمراء فضلا عن الألبان والجلود والوبر، لكن رغم هذه الميزات فإن المعطيات المتواترة تؤكّد أنّ عدد رؤوس الإبل في تناقص كبير جرّاء عديد الصعوبات الطبيعيّة واللّوجستيّة وأنّ البنوك لم تعد ترغب في تمويل اقتنائها وتربيتها.

وقد سجّل مؤخّرا تفاقم في تشكيّات عدد من الفلاحين المختصين في التّزويد بمادة لحم الإبل بالجنوب التونسي من عدم ادراج منتوجاتهم بالسوق الداخلية عبر منظومات الترويج الحديثة، معتبرين أنّ ذلك تهديد لمستقبل القطاع وللمربّين.

وتفيد الأخبار أنّ وزارة الفلاحة تعمل بصفة دوريّة ودائمة على مراجعة مجلة الاستثمارات الفلاحية كلّ ما اقتضت الحاجة لتوفير مزيد الحوافز والتّشجيعات المسندة لقطاع تربية الإبل وتضمينها اجراءات عملية للنهوض به.

تطاوين: 21 ألف رأس إبل يهدّدها الجفاف والتهريب والكلاب السّائبة

تتوفّر ولاية تطاوين على 1.5 مليون هكتار من المراعي الطبيعيّة، وهو ما جعل الظّروف مواتية لتربية الإبل والغنم بشكل واسع، لكن رغم توفّر كلّ هذه العناصر المساعدة إلاّ عدد رؤوس الإبل في الولاية تقلّص بسرعة كبيرة قدّرها الخبراء بنسبة تفوق 50 بالمائة خلال السنوات الأربع الأخيرة نتيجة عديد الأسباب من أهمّها الجفاف والتهريب.

وقد أشارت معطيات نشرت بتاريخ 28 جوان 2015 إلى أنّ ولاية تطاوين تحتكم على 21 ألف رأس من الإبل المنتجة، وكذلك 300 ألف رأس من الغنم، وأنّ مربي الإبل والماشية بتطاوين، والتي يعتمد عليها قطاع الفلاحة بالجهة، يعانون من خطر انتشار الكلاب البرية السائبة التي اصبحت تهدد قطعانهم المنتشرة في ربوع المراعي الممتدة بالجهة.

وكشفت المعطيات نفسها، أنّ القطيع في الجهة يفقد بين 200 و250 بين رأس إبل وغنم سنويا جراء انتشار الكلاب السائبة التي تهاجم باستمرار القطيع المتواجد بالمناطق الطبيعية خاصة، وأن تربية الإبل والماشية بالجهة تتوزع على 3 مناطق صحراوية وجبلية وبسهل الجفارة.

وذكر أحد مربى الإبل بولاية تطاوين أن قطيعه يتعرّض لخطر الكلاب السائبة خاصة عند ولادة الابل، مضيفا أنه رغم اقامته لـ”حضائر” بغرض حماية صغار الابل إلا انها لم تسلم من عضّ هذه الكلاب وعقرها القاتل، داعيا أهل الشأن إلى التّعجيل بالتدخّل والقضاء على هذه الظاهرة.

ويعتبر الدّكتور “التهامي الخرشاني”، الخبير والباحث بمعهد المناطق القاحلة أن تربية الإبل وحتّى الأغنام في أغلب جهات تطاوين وكذلك مناطق الجنوب القاحلة تجابه صعوبات حقيقيّة مؤكّدا أنّ الوضع الحالي لقطاع الإبل يتطلّب من الجهات المسؤولة مزيدا من الاهتمام والدّعم، وهو الأمر الذي يدعمه المربّون حيث يجمعون على أنّ “تربية الإبل في ولاية تطاوين هي الأقدر من غيرها على التميّز بهذا الصّنف من الإنتاج، الذين قالوا إنّه لم يتلقّ إلى حدّ الآن الدّعم المطلوب من السّلطة والهياكل الجهويّة المسؤولة، وفي مقدمتها المندوبيّة الجهويّة للتنمية وديوان تربية الماشية حتّى تستفيد المنطقة وأهلها من الإنتاج الجيّد للإبل سواء بالنسبة للحومها أو حليبها.

قبلي: 13700 رأس إبل

ذكر المدير الجهوي لديوان تربية الماشية وتوفير المرعى بقبلي “عبد القادر وحادة” يوم 23 جانفي 2015 أنّ مصالح الدّيوان بصدد انجاز جملة من المشاريع لتطوير قطاع تربية الإبل الذي قال إنّه يضمّ أكثر من 13700 رأس، إلى جانب النهوض بإنتاج حليب النوق واللحوم الحمراء وذلك ضمن استراتيجية وطنية انطلقت منذ سنة 1993 وما زالت متواصلة.

وأفاد المسؤول الجهوي أن الجهود أثمرت انجاز وتجهيز 50 مشربا للقطيع وبناء 7 مراكز لتجميع الإبل قصد تسهيل عمليات التدخل الصحي للبياطرة من تلقيح ومراقبة صحية شملت منذ انطلاقة المشروع 15 ألف عملية تدخل فضلا عن ترقيم 7 الاف رأس وتدعيم عملية الارضاع الاصطناعي لـ 700 من صغار الإبل وتركيز عدد من المظلات الخاصة بالرعاة والقطيع.

وأضاف أنّ الاستراتيجية المتوخّاة تهدف الى تحسين ظروف التربية الحالية وخاصة “التربية المكثّفة ونصف المكثّفة” للقطيع عوض عمّا يعرف لدى مربّي الإبل بـ”التربية الانتشارية” الى جانب تنفيذ برنامج احاطة فنية متواصلة بالقطيع من جهة وبالمربين من جهة أخرى وجمع المعلومات الدّقيقة حول القطاع بما يمكّن من مزيد تطويره حرصا من كلّ الأطراف على تنظيم المهنة وادماجها أكثر في مجال التنمية المستدامة.

وأبرز “عبد القادر وحادة” أنّ أهمّ مكونات المشروع الوطني لتطوير قطاع تربية الابل تشمل بالأساس “احداث خزانات لتبريد المياه الحارة” و”تدعيم طاقة استيعاب الخزانات الموجودة” و”بناء مشارب للابل” قصد تسهيل عملية سقي القطيع الى جانب بناء مظلاّت من الاسمنت خاصة بالرّعاة وأخرى طبيعية خاصّة بالابل تمكّن من التوقّي من حرارة الصيف، كما يتضمّن المشروع إحداث مراكز لتجميع الابل قصد تسهيل عمليات التدخل البيطري عليها ومراقبة صحتها وترقيم القطيع وتأطير المربين.

وانتهى “وحّادة” إلى التأكيد أنّه في إطار تدعيم عمليات “الإرضاع الاصطناعي” يقوم الديوان بمهمّة دعم الحليب المخصّص لهذه العملية بنسبة 80 بالمائة من التّكلفة مثل ما هو الشأن بالنّسبة للأدوية المستغلة في التدخلات الصحية، لافتا إلى أنّ الوكالة الوطنية للنهوض بالاستثمارات الفلاحية تقوم بدعم المربّين في كافة عمليات بناء للإصطبلات و كذلك عمليّات شراء رؤوس الإبل من أجل التشجيع على تربية الإبل، وبالتّالي تثمين واستغلال وتجميع حليب النّوق ودعم قطاع انتاج اللّحوم الحمراء من الإبل.

توزر: من 12 ألف إلى 3500 رأس إبل

تشير بيانات مصالح دائرة الإنتاج الحيواني بتوزر خلال السنوات الأخيرة إلى أنه تم إحداث 8 مشاريع لتربية الإبل يضمّ كل مشروع حوالي 30 ناقة بعد توفير جملة من الامتيازات للمستثمرين في هذا المجال فضلا عن عديد التدخلات التحفيزيّة من جانب الدولة الهادفة إلى العناية بالقطيع من خلال إحداث مشارب ومظلات اسمنتية لفائدة الرعاة فضلا عن السعي المتواصل لتنمية الزراعات العلفية في الصّحراء وبناء إسطبلات لتجميع الإبل ومجانية التدخلات البيطرية وتوفير الأدوية.

وقد أوضحت البيانات أن قطاع الإبل بالجهة يعد قطاعا واعدا باعتبار ما كانت تتوفر عليه ولاية توزر من رؤوس إبل التي كانت تضم أكثر من 12 ألف رأس إلى جانب توفير المراعي بمختلف مناطق هذه الربوع مع وجود كبار المربين والتزّود في هذا المجال، حيث تمّ تركيز نقطة تزويد جهوية وذلك بمعتمدية “تمغزة” بالتوازي مع بعث شركة تعاون تضمّ المربين، وذلك لمزيد تنمية وتطوير حجم القطيع.

لكن رغم التشجيعات من قبل الدولة والبيئة المواتية فإنّ قطاع تربية الإبل بالجهة يواجه العديد من الصعوبات جعلت هذه الثروة الحيوانية تتراجع من حيث عدد القطيع ومن أبرزها غياب الأعلاف وعدم توفّر المراعي الطبيعية بالإضافة إلى التهريب والذبح العشوائي في حين أن المشكل العقاري المتمثل في أن 97 بالمائة من الأراضي هي على ملك الدولة أدى إلى عزوف المربين عن الاستثمار في هذا المجال مما ساهم في تراجع عدد القطيع من 12 ألف رأس في التّسعينات إلى 3 آلاف و500 رأس حاليا.

تمويل مشاريع في مجال تربية الإبل

رغم شحّ المعلومات فيما يخصّ التمويلات العموميّة أو الخاصّة الموجّهة للتحفيز على تربية الإبل، إلاّ أنّ مبادرة تمويل هذا القطاع تحظى بتنويه كبير من قبل المعنيين به وأيضا أهالي تلك الربوع وكثير من التّونسيين من محبّي لحم وحليب ما يعرف بـ “القعود”، ومن هذه المبادرات التمويليّة إسناد فرع البنك التونسي للتضامن بولاية توزر خلال شهر جوان 2015 اشعارات بالموافقة على تمويل مشاريع في مجال تربية الإبل بمعتمدية “تمغزة” بقيمة 335 ألف دينار لفائدة 14 منتفعا.

ووفق تصريح لمعتمد المنطقة “مصطفى الهريشي” لوكالة تونس افريقيا للأنباء (وات) فان هذه الدفعة الجديدة من القروض تأتي تتمة لقروض شرع في اسنادها منذ سنتين مما ساهم في الرفع من حجم قطيع الابل بمعتمدية تمغزة الى نحو ألف رأس حاليا، مشيرا إلى أنه سيتم تمكين المنتفعين في القريب العاجل بعد استكمال ملفاتهم من 10 رؤوس إبل لكل منتفع من طرف أحد المزودين الموجودين بالمنطقة ذاتها، وأن المنتفعين ستسند اليهم أيضا منحة مرافقة من قبل فضاء المبادرة بتوزر تتجاوز 3 آلاف دينار.

وأشار معتمد تمغزة الى أنه وبهدف دعم نشاط تربية الإبل والاحاطة بالمربين تم الاتفاق مع مربي الإبل بالمنطقة على احداث شركة تعاونية في هذا المجال، وأنّ اجراءات مصاحبة تم إقرارها لفائدة قطاع الإبل بالمنطقة من طرف ديوان تربية الماشية وتوفير المرعى من بينها احداث مشارب في الصحراء وتوفير حوافز متنوعة مثل من رصد تشجيعات لاقتناء أعلاف خشنة ولقاحات.

وأضاف أن اسناد قروض في هذا القطاع يتنزل في إطار جهود احداث موارد رزق بالمناطق المهيأة لتربية الإبل والتي تتوفر بها مراع طبيعية ملاحظا أن النسيج الاقتصادي بتمغزة يرتكز أساسا على تربية الماشية والفلاحة السقوية.

بالمحصلة، فإنّ من الإشكاليّات التي يرى مربّو الإبل ضرورة الإسراع بمعالجتها مسألة قص الموارد العلفيّة وذلك بتوفير المكملات الغذائيّة اللّازمة اعتمادا على وفرة الغطاء النباتي بالواحات، مع إطلاق حملات للتسويق الجيّد للخصوصيّات البيولوجيّة والصحيّة لحليب الإبل ولحومها، وتحفيز أصحاب المساحات التجاريّة على تخصيص أجنحة لعرضه وبيعه، بالتوازي مع إفراد القطاع ببحوث علميّة وميدانيّة تمكّن من إنجاز استراتيجيّة وطنيّة تجعل من تربية الإبل مشروعا اقتصاديّا وطنيّا يكون له وزنه وأثره على المسيرة التنمويّة للبلاد لا سيما في توفير موارد الرّزق.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com
error: هذا المحتوى غير قابل للنسخ أو الطباعة.

يمكنكم أيضا متابعتنا على صفحتنا على الفيس بوك