عـــــــاجـــــل
ستارويل تفتتح محطة بنزين جديدة في حدائق المروج/نعسان: إنطلاق الدورة الثامنة لأسبوع المطبخ الإيطالي في العالم: وزير التعليم العالي والبحث العلمي يعلن عن انطلاق مشروعي تركيز السحاب الرقمي القطاعي ودراسة وتصميم من... مصالح الحرس الديواني بجربة تحبط محاولة تهريب كمية من البضائع المهربة بقيمة تجاوزت ال4مليون دينار إرتفاع حصيلة وفيّات زلزال تركيا وزيرة التجهيز تضرب بقوة... تسحب رخص لعدد من الشركات وتسترجع 3 مقاطع رخامية بمساحة 12 هكتارا نجاح ديواني جديد في إحباط تهريب أقراص مخدّرة طائرة جديدة للخطوط الجوّية التّونسية بسام معطر:الهيئة العليا للانتخابات اكتفت بالسهر على تنفيذ المراسيم ذات العلاقة بالمسار الإنتخابي الكشف عن منظّم هجوم جسر القرم والمتواطئين معه شركة أوريدو تونس تعلن عن شعارها الجديد "طور عالمك" وعن علامتها التجارية بحلّتها الجديدة دورة تكوينية لفائدة 20 شابة من 15 دولة حول تربية الأحياء المائية بالبحر الأبيض المتوسط و البحر الأسو...
الأخبار الوطنيةمتفرقات

أطفالنا والشّرشبيلات

اعتداءات بدنيّة شنيعة من قبيل جريمة العنف الشّديد يتعرّض لها صغارنا في المحاضن وتلاميذ المدارس الإعداديّة بالخصوص، ولقد عاشت تونس الآونة الأخيرة على وقع فضاعة نكراء اشمأزت لها القلوب وتكسّرت لها الأرواح، إحدى المروّضات تكوي وجه طفل بريء بملعقة أكل وتشوي صفحة وجلدة وجهه شيّا وتحدث له عاهة مستديمة، معلّم يقتلع أذن طفل ويسلخ لحمها وشحمها عن موقع، وأخرى تحوّل وجه طفل صغير إلى قطعة من الطماطم المفرومة بعد أن كرّرت صفعه حتّى أغمي على الصّغير؟؟؟

يتساءل كثير من التّونسيين إن كان هؤلاء آدميّون أم دواب تتحدّث بلغتنا لها ما لنا رأس وشعر وساقين وما بينهم، جرائم بشعة ضدّ الأطفال يرتكبها من استأمن على رعايتهم والاعتناء بهم، هؤلاء أخلّوا بالأمانة ولم يكونوا في مستوى الثقة التي منحهم الآباء وأسندتها الأمهات للذين وثقوا فيهم ووضعوا بين أيديهم فلذات أكبادهم؟؟؟ لكن كمن استأمن الذئب على تلك الخراف الغرّة المتنطّطة؟؟؟

ليس هذا فقط ما يحصل للبراعم الصغار بل الأنكى والأمرّ هذه الفواجع والشناعات اليوميّة التي تطالعنا بها الأخبار المتواترة من مختلف جهات البلاد تتمثّل في الاعتداء الجنسي على التلاميذ، ذكورا وإناث، جرائم مفزعة في حقّ الطّفولة تؤلم النّفوس وتدمع العيون وتدمي القلوب، اليوم نواقيس الخطر الحقيقي تدقّ لتعلن “حالة الطّوارئ” في حياة أطفالنا وفلذاتنا أكبادنا الصغار من التلاميذ وممن هم في سنّ ما قبل المدرسة حتّى على الرضّع والخدّج لم يسملوا من عبث العابثين المستهترين بكلّ خلق إنساني؟؟؟

جرائم كثيرة أساءت التونسيين وأحرقت قلوب الأسر المعنيّة، جرائم مقزّزة متواصلة وستظلّ تتناسل إذا ما تركنا “الحبل على الغارب” وسمحنا لـ” مرضى” النّفوس والعقول والشوّاذ والصّعاليك بأن يصولوا ويجولوا و”يأكلوا” بناتنا وأولادنا الصغار وأن “يفترسوا” تلاميذنا و أحيانا شبابنا من المراهقين، سيفعل هؤلاء المنحرفون بأطفالنا ما يحلو لهم إذا ما تركناهم لقمة سائغة وإذا ما غفلنا عنهم فإنّنا نفتح بذلك المجال للعبث بهم من قبل ضباع آدميّة لا يراعون إلاّ ولا ذمّة ولا يخافون الله ولا يحرّمون الحرام ولا يحلّلون الحلال ولا يخجلون من أنفسه؟؟؟

يحصل ما يحصل وأبناؤنا يروحون ويجيئون كلّ صباح وفي المساء نحو مدارسهم وصوب معاهدهم وكثيرا ما يمكثون الساعات الطوال أمام المؤسّسات التربويّة بلا رقيب حيث ينتشر الغرباء كالغربان في محيط المدارس والمعاهد وتتوزّع جحافل من الصّعاليك في هذا المكان أو ذاك يتحيّنون الفرصة للانقضاض على فرائس يسهل ترويضها والسيطرة عليها، وأحيانا تحدث الفواحش على مرأى ومسمع الغادين والرّائحين، ولا أحد يعترض أو ينبس ببنت شفة وكل “نفسي نفسي” و”اخطى ابني أو ابنتي” وليحمل الآخرون الطوفان.

أشكال وأنواع من الخليقة ورهط ما أنزل الله به من سلطان يرابطون أمام المدارس وفي أزقتها الخلفيّة يبيعون المخدّرات بأنواعها للتلاميذ ويجبرونهم على شرائها ومنهم من يرهب الصغار فيفتكّ منهم مصروف الجيب وكثيرا ما تهتك الأعراض تحت الخوف والجبر والإكراه و” لا أعين الإطار الإداري والتربوي رأت” و” لا آذان الأولياء والأسر سمعت”، فلا الأستاذ يسأل في الغالب عن حال تلامذته في الخارج ولا الأب أو الأمّ يتفقّد أولاده ويراجع معهم أحداث يومهم وكلّهم أكلتهم الحياة والمصاريف ومتطلبات المعيشة؟؟؟

يحدث ما يحدث لفلذات أكبادنا ونحن لم ننفكّ نجترّ السياسة القديمة ذاتها “بعد ما اتّخذ علّق مكحلة” ولن تسمع حيّا مهما تناديت ولا شيء غير بعض تصريحات ونظريات عند كلّ مأساة تسجّل بهذه المدرسة أو ذاك المعهد أو تلك المحضنة أو الروضة حتّى الصّغار في الكتاتيب لحقهم الضرّ، ولا حول ولا قوّة إلاّ بالله، بل أكثر من ذلك تواتر بين الفينة والأخرى أخبار عن تعرّض أطفال في مؤسسات تابعة لمراكز الإيواء والإدماج الاجتماعي العموميّة لعمليّات تحرّش وابتزاز جنسي تطول الإناث والذكور لا فرق بمعنى أنّ الظاهرة تفاقمت حتّى وصلت إلى مواقع الإحاطة نفسها والتي من المفروض أن تكون الحصن الحصين الذي يضمن الاستقرار النفسي والحماية الجسديّة للأطفال، والغريب أنّ التحقيق في هذه الحالات لا تظهر نتيجته ويقتصر على البلبلة الأوليّة التي يثيرها المتضرّر أو المتضرّرة ثمّ ترجع الأمور إلى ما هي عليه كأنّ شيئا لم يكن؟؟؟

لا خيار لنا في ظلّ ما نعيشه من مستجدّات حيال تفشّ ظواهر العنف والاعتداءات الأخلاقيّة والنفسيّة الرهيبة ضدّ صغارنا  إلاّ أن نستوعب الدّروس ونتّعظ فلا تكون العبر كثيرة ويكون الاعتبار قليل، فحريّ بكلّ الأطراف المتداخلة من سلط الإشراف المعنيّة من وزارات الداخليّة والتربية والشؤون الاجتماعية والهياكل والمؤسّسات المختصّة بحماية الطفولة أن تعجّل بالتكاتف مع الإطارات التربويّة والأسر إلى إحداث لجان مركزيّة وجهويّة ومحليّة تضمّ ممثلين عن هذه الأطراف المذكورة يعهد إليها تشكيل لجان دائمة وخلايا أزمات تتعلّق بكلّ المشاكل التي يتعرّض لها الأطفال، لا قدّر الله، من عنف وتحرّش وانتهاكات بمختلف أنواعها، على أن ترفع تقارير دوريّة في هذا الشأن على مستوى المعتمديّات والولايات وترسل من ثمّة إلى المصالح والهياكل والوزارات ذات العلاقة حيث يتطلّب اتخاذ الإجراءات والتدابير الأمنيّة اللاّزمة والردع في حالة الرّدع، وأيضا القيام بعمليّات استباقية تقطع على المجرمين الطريق وتنقذ أبناءنا الصغار من براثن شرورهم.

الزمن أمسى زمن “شرشبيل الشرّير”، ولا خيار إلاّ قطع طريق الفساد والإفساد أمام الشرشبيلات المتناسلة التي باتت ترتع متنطّطة هنا وهناك.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com
error: هذا المحتوى غير قابل للنسخ أو الطباعة.

يمكنكم أيضا متابعتنا على صفحتنا على الفيس بوك