عـــــــاجـــــل
ستارويل تفتتح محطة بنزين جديدة في حدائق المروج/نعسان: إنطلاق الدورة الثامنة لأسبوع المطبخ الإيطالي في العالم: وزير التعليم العالي والبحث العلمي يعلن عن انطلاق مشروعي تركيز السحاب الرقمي القطاعي ودراسة وتصميم من... مصالح الحرس الديواني بجربة تحبط محاولة تهريب كمية من البضائع المهربة بقيمة تجاوزت ال4مليون دينار إرتفاع حصيلة وفيّات زلزال تركيا وزيرة التجهيز تضرب بقوة... تسحب رخص لعدد من الشركات وتسترجع 3 مقاطع رخامية بمساحة 12 هكتارا نجاح ديواني جديد في إحباط تهريب أقراص مخدّرة طائرة جديدة للخطوط الجوّية التّونسية بسام معطر:الهيئة العليا للانتخابات اكتفت بالسهر على تنفيذ المراسيم ذات العلاقة بالمسار الإنتخابي الكشف عن منظّم هجوم جسر القرم والمتواطئين معه شركة أوريدو تونس تعلن عن شعارها الجديد "طور عالمك" وعن علامتها التجارية بحلّتها الجديدة دورة تكوينية لفائدة 20 شابة من 15 دولة حول تربية الأحياء المائية بالبحر الأبيض المتوسط و البحر الأسو...
ثقافة و فنون

مدير المركز التونسي للكتاب

– الكتاب درع واق من الانجرار إلى منزلقات التطرّف والإرهاب.

– ثلاثة أطراف مسؤولة عن إنعاش التأليف والنّشر والترويج.

– إشعاع الكتاب التّونسي بالخارج مازال دون المستوى المأمول.

– علينا تغيير واقعنا من “أمّة أقرأ لا تقرأ” إلى “أمّة أقرأ تقرأ”.

انطلقت، منذ يوم 18 أفريل 2016، رسميّا بساحة مقرّ الاتحاد الجهوي للمرأة بمدنين فعاليات معرض الكتاب تحت شعار “بالكتاب نتحدّى الإرهاب” لتتواصل الى غاية 7 ماي القادم، كما انطلقت في التّاريخ نفسه فعاليّات الدورة الثّالثة لـمعرض “ربيع الكتاب التّونسي” بمدينة باجة، والذي ينتظم تحت شعار “الكتاب يقاوم الإرهاب” ويتواصل إلى حدود يوم 5 ماي المقبل، حيث ينتظم المعرضان بالتعاون بين “اتحاد الناشرين التونسيين” و”المركز التونسي للكتاب” وبإشراف وزارة الثقافة.

وقد كان لجريدة “عليسة الإخبارية” حوار مستفيض مع مدير “المركز التّونسي للكتاب” الحبيب العرقوبي الذي قدّم لمحة عن معرضي “مدنين” و”باجة” قبل أن يتطرّق إلى راهن قطاع الكتاب ومجالات النشر والتوزيع مستعرضا جملة من الإشكالات والمقترحات ذات العلاقة، فكان الحوار كالتالي:

“سي الحبيب لو تعطينا فكرة شاملة عن فعاليّات معرض مدنين”

فعاليّات المعرض تشهد هذا العام مشاركة أكثر من 80 دار نشر تونسية وأجنبية، وسيتم خلال أيام المعرض تقديم الإصدارات الجديدة وإمضاء عدد منها بحضور مؤلفيها على غرار كتاب “الشاء والنماء في التراث الصحراوي” للمؤلف بوبكر ذوكار و”ريشة الثائر” لصاحبته عائدة العلاني و”الإرهاب والفساد” للمدوّن ماهر زيد.

ويتخلّل المعرض، المفتوح للقرّاء من الثامنة صباحا إلى الثامنة مساء بصفة يومية، ندوات ولقاءات وزيارات لأطفال المدارس وخاصة المناطق الريفية بالتنسيق مع المندوبية الجهوية للتربية بمدنين.

وبالنسبة لمعرض الكتاب بباجة؟

المعرض يشهد مشاركة 63 دار نشر تونسيّة وبعض الدّور الأجنبيّة ويحتلّ الكتاب التّونسي مرتبة الصّدارة، وحاضر بنسبة تفوق 95 بالمائة خاصّة بالنسبة لكتب الأطفال والكتب المكمّلة للبرامج المدرسيّة.

كما تقام هذه التظاهرة في أحسن فضاء في باجة، والمعروف بـ”الكنيسيّة” بمحاذاة مدخل “باب الزنايز”، حيث تتوفّر جميع أنواع الكتب والتي تشمل كافّة المجالات والعلوم، وتناهز 50 ألف عنوان، وهذا المعرض لا يقلّ أهميّة عن “معرض تونس الدولي للكتاب”.

لماذا اخترتم شعار “الكتاب لمقاومة الإرهاب”؟

سؤال ذكيّ وفي محلّه، ليس من قبيل المبالغة التأكيد على أنّ الحلقة الأضعف في منظومة مكافحة الإٍرهاب هو الثقافة والوعي والمطالعة، لو نحلّل الظاهرة الإرهابيّة في عمقها، ولو نأخذ عينات من الذين تمّ استقطابهم وتمّ التّغرير بهم سنجد أنّ العامل الأبرز هو خواء الفكر وفراغ الأفهام بسبب قلّة المطالعة وانعدام الإقبال على القراءة، حتّى القرآن نفسه متروك من شباب كثيرين لا يقرؤونه ويتمعنون في مضمونه، لا أخفي سرّا إذا قلت أن السبب الأوّل لتفشّي الإٍرهاب هو “الجهل المطالعي”، والعزوف عن القراءة ونفور مطالعة الكتب.

ولا أغفل في هذا المقام بأنّ هناك مساع جديّة ومجهودات ملموسة نثمنها عاليا، تلك التي تبذلها وزارة الثقافة، لا سيما ما تقدّمه من دعم من أجل تعزيز إسهام الكتاب في كلّ البرامج والجهود الوطنيّة الرامية لمكافحة الإرهاب لكن حاجة النّاشرين والموزعين كبيرة لمعاضدة أعمالهم من قبل الدولة لاسيما مزيد تذليل الصعوبات الماثلة أمامهم لتنشيط الحركيّة الثقافيّة.

 وحريّ بسلطات الإشراف تخصيص اعتمادات تشجيعيّة لأهل المهنة الذين انخرطوا بكلّ عفويّة وحماسة في المشروع الوطني لمحاربة آفتي الإٍرهاب والتطرف، تحدوهم قناعة راسخة بأنّ الكتاب هو فعلا “الحصن الواقي” الذي يدرأ عن شبابنا كلّ نوازع الانجرار إلى دوائر الغلوّ أو الانقياد وراء المشاريع الهدّامة.

هل تواجهكم مشاكل على مستوى توزيع الكتاب؟

هناك مشكلة كبيرة تتعلق بتوزيع الكتاب وهي مشكلة تحتاج إلى وضع تصور علمي ومجدي يقوم به مختصون خصوصا وأن مسألة انتشار الكتاب التونسي تحتكم بالأساس إلى التوزيع ومدى تطور آلياته ونحن في الحقيقة نفتقر إلى خطة توزيع تُشيع أدنى الطموحات.


إن قلة مشاركة الناشرين التّونسيين في معارض الكتاب الدولية وأيضا مشكلة التوزيع الكبيرة قد شكلا حاجزا حقيقيا ضد انتشار الكتاب التّونسي بوصفه أحد أهم مجالات الإنتاج الثقافي الشيء الذي أثر سلبا على تحقق شهرة الكُتاب التّونسيين وبالتالي فإن عددًا لا بأس به من الكُتاب المهمين لم يتحولوا إلى حاجة إعلامية في وسائل الإعلام المكتوبة والسمعية البصرية الموجودة خارج الحدود.

وبالنظر في جملة هذه المعوقات وغيرها من المهم الإشارة إلى أنها معوقات جدية وكل واحد منها يمثل ملفا في حد ذاته ولكنها مع ذلك تبقى فرضيات بحاجة إلى دراسات تُؤكدها بالمعطيات وبالتحليل العلمي الدقيق.
وكي نتوصل إلى معالجة حقيقية للأسباب المانعة لتحليق الكتاب التّونسي عاليا وفي أكثر عدد ممكن من الفضاءات الثقافة العربية والأجنبية لا بد من عملية سبر أراء الكتاب والناشرين والموزعين وذلك وفق استمارات مدروسة بدقة.

إشعاع الكتاب التونسي في الخارج: هل بلغ مستوى التطلّعات؟

من المؤكّد أنّ إشعاع الكتاب التّونسي بالخارج مازال دون المستوى المأمول، وحتّى وإن وجد فهو لا يعكس مطلقا حقيقة إنتاجنا الأدبي من حيث الكيف والنّوع، وحتّى نضمن تحقيق هذا الحلم المشروع فيفترض أن نستوفي جملة من الشروط ونوفّر الأرضيّة المواتية، وذلك بالخصوص من خلال:

– مزيد تحسين طريقة تقديم الكتاب التونسي من حيث نوعية الورق والطرق الفنية المستعملة حاليا في الطباعة والتصفيف والإخراج الفنّي حتّى يتسنّى له إبهار المتلقي منذ الوهلة الأولى لمحاولة اكتشاف أسرار محتواه.

– قيام الهياكل المكلّفة بالتنشيط الثقافي بالسفارات والقنصليات  التونسية ومكاتب الإعلام بالخارج بالدور الموكول إليها والعمل على التعريف أكثر فأكثر بالإنتاج الثقافي الوطني وخاصّة الأدبي منه وعدم الاقتصار على أن يكون عرض الكتاب  التونسي  وتقديمه للآخر
ضمن فعاليات ” مناسباتية ” كالأسابيع الثقافية التي تنظمها الهياكل المختصة بالخارج، والتي تحتوي برامجها عادة على أنشطة مختلفة من الفنون والآداب بغاية التعريف بمخزوننا الثقافي بمفهومه الشامل، وذلك لأنّ الكتاب هو المرآة الحقيقية التي تنعكس من خلالها لغة الخلق والإبداع وتشعّ منها ألوان الفكر النيّر والإضافة الإنسانية للصّراع الأزليّ بين الوجود والعدم.

– الكتاب هو جوهر لروح شعب، هو مرآة للهويّة وصورة وطن، هو سبيل للتعارف وتلاقح الثقافات، الكتاب هو ذاك التقاطع الفكريّ الصّامت من أيقونة المبدع إلى أسارير المتلقّي وهو القارئ الذي لن ينعم بمثل هذه التماهيات الوجودية وانتظارات إجابات مقنعة عن تساؤلات تمزّقه الوجداني الداخلي العنيف أحيانا إلاّ إذا ما عانق الكتاب وكم نحلم أن يكون ذلك محبّرا على صفحات “كتاب تونسي” مضيف ومتفرّد مهما كان لونه الأدبي.

لذلك لا بدّ من التفكير مستقبلا في إقامة أسابيع ثقافية دورية (سنوية مثلا) تختصّ في تقديم الكتاب التونسي وتعرّف به وتمهّد له كلّ سبل الترويج من خلال حملات مكثفة عبر الوسائل الإعلامية المختلفة على أن ينتقل هذا النشاط من دولة إلى أخرى وخاصة العربية منها على امتداد أشهر السنة.

إلاّ أنّ ما يجدر التأكيد عليه أنّ مثل هذه الحملات التعريفية الترويجية لا يمكن أن تناط بعهدة وزارة الثقافة والمحافظة على التراث لوحدها وإنّما بمساعدة أطراف وهياكل أخرى منها على سبيل الذكر لا الحصر وزارة الشؤون الخارجية واتحاد الناشرين التونسيين واتحاد الكتاب التونسيين وغيرها من الأطراف المتدخّلة في هذا المجال.

–  إحداث موقع إلكتروني خاصّ يعرّف بالكتاب التونسي الجيّد والجدير بالترويج والتعريف به في الخارج حتّى يحيل بدوره إلى أحسن صورة تبرز جليا ما وصل إليه الإبداع الأدبي والفكري في تونس وذلك لأنّ بصمة الإبداع الوطني تحيل بدورها مباشرة إلى تاريخ تونس الممتدّ والضارب في أعماق التاريخ الحافل بالإبداعات والإضافات الإنسانية.


من بإمكانه إنعاش عمليّة “التّأليف” و”النّشر” و”الترويج”؟

ثلاثة أطراف مسؤولة عن إنعاش التأليف والنّشر والترويج، وهي “الدولة”، “النقّاد” و”المؤلّفون”.

وعلينا التأكيد بأنّه لازم على الدولة نظرًا لضآلة عدد الناشرين الخواصّ فإنّه لابدّ من إحداث مؤسّسات نشر رسميّة مسؤولة عن مصير الكتاب التّونسي بالتوازي مع تخفيض الضرائب التي تثقل كاهل المطبعيّين والناشرين في ما يتعلق بسعر الورق ولوازم الطبع، اضافة إلى القيام باتخاذ جملة من التدابير من أهمّها:


– تحوير سياسة الشراءات بل توسيعها إلى وزارات التربية والتكوين والشباب علاوة على وزارة الثقافة، فإذا زوّدنا كلّ مكتبة مدرسيّة أو جامعيّة، وكلّ دار ثقافة أو شباب وكلّ فضاء ثقافيّ بخمس نسخ من كلّ عنوان، ظفرنا بكمّيّة محترمة من المبيعات التي تفتح الباب لإخراج عناوين أخرى.


– إقامة معارض جهويّة وحتى محليّة للكتاب، فإيصال الكتاب إلى القارئ لا يُعتمَدُ فيه على الناشر وهو في الغالب لا يوزّع الكتاب ولا له رغبة في التوزيع خصوصا إذا كان الكتاب مطبوعًا على نفقة صاحبه المغبون المسكين، ولا يعتمد فيه على المكتبة المتجوّلة وإن كانت فائدتُها مشهودًا بها في المناطق النائية المعزولة.


فإذا عجزت الدوائر الرسميّة على إقامة هذه المعارض الفرعيّة، فإنّ الأمر يوكل إلى الخواصّ شريطة أن يقع تشجيعهم المادّيّ والأدبيّ في هذه المهمّة المرجوّة.


– تشجيع وسائل الإعلام الرسميّة للتعريف بالكتاب، بتنظيم اللقاءات بين المؤلّفين والنقّاد، وأيضا الجمهور في حوار مفتوح يبيّن مزايا الكتاب المتحدّث عنه وفوائد المطالعة بوجه عامّ ومسؤوليّة المواطن في تشجيع الكتاب في بلاده وخارج بلاده.


– تخصيص “كرّاساتٍ أدبيّة ثقافيّة” ملحقة بالصحف اليوميّة كالتي تصلنا من أوروبا مع كبرى الجرائد كلّ أسبوع، على أن تزوّدَ قاعات الانتظار عند الأطبّاء مثلا وفي المؤسّسات العموميّة بهذه الملاحق التعريفيّة المفيدة عوضا عن الجرائد القديمة المصفرّة أو النشريّات المصوّرة الخاصّة بلاعبي الكرة أو المطربين أو نجوم المسلسلات.

– تزويد السفارات والقنصليّات التّــونسيّة بالخارج أو تزويد الممثليات الدبلوماسيّة الأجنبيّة ببلادنا بهذه النشريات والملحقات وبنسخ من الكتب الصادرة ببلادنا حتى يتعرّف عليها الزائر مواطن في الخارج أو أجنبيّ متطلّع إلى بلادنا، وبالطّبع ينبغي أن يكون بالسفارة ملحقٌ ثقافيّ عارفٌ بحركة النشر متمرّس بالأوساط الثقافيّة حتى يعرّف لديها بمنتوج بلاده.


مسؤولية المؤلّف بالنسبة للمؤلّف ينبغي له أن يبتكرَ ويُبدعَ ويُحدِث الطريفَ الظريفَ الحصيفَ فيما يكتب ولا ينساق مع الأهواء السائدة في المعتقدات والأحاسيس والتيّارات العابِرة، وعليه بالخصوص أن يُتقن اللغة والعبارة ليوصلَ قصده إلى القارئ العربيّ الذي لا يفهم لغتنا الدّارجة.


مسؤولية الناقد

أمّا النّاقد فإليه يوكل التعريف بالكتاب، لا بذكر عدد صفحاته ومكان طبعه وسعره، ولكن بتحليل محاسنه وإظهار أوجه الإبداع فيه وقيمته التثقيفيّة الإنسانيّة دونما إفراط في المدح ولا مبالغة في الانتقاص. وليفهم الناقدُ أنّ المطلوب منه هو أن يحمِل القارئ على اشتراء الكتاب والتنبيه إليه عند أصدقائه وأقاربه، هكذا تنتعش حركة النشر وتزدهر الثقافة.

ماهي الإصدارات الأكثر انتشارا؟


هناك انتشار واسع لمؤلفات العلاّمة “عبد الرحمان بن خلدون” ولديوان “الحياة” لشاعر الخضراء “أبو القاسم الشابّي” لا سيما تاريخ ابن خلدون (كتاب العبر) وخاصة مقدمته.. أمّا ديوان أغاني الحياة لشاعر تونس الأكبر ابو القاسم الشابي فقد تحقق له من الانتشار عربيا ما لم يتحقق لديوان شعري تونسي آخر على الاطلاق.. ولا يمكن في هذا المستوى إلاّ الاعتراف بأنّ تحقق الانتشار لهذين الكتابين أسهمت فيه الدولة بشكل مؤثّر كونها تدعم طبع ونشر وتصدير كتب “ابن خلدون” “ابو القاسم الشابي” لا سيما وأنّ الرمزين العظيمين لهما من الثقل ما جعلهما حاضرين في كلّ معرض وlحفل وتظاهرة وطنيّة كانت أم عربيّة أو دوليّة.


وما يجب التنبيه إليه أنّ الكتاب التونسي، وإن لم يكن يعاني مشاكل على مستوى الإنتاج، إلاّ أنّ مسألة التصدير فيها ما فيها من العقبات والعراقيل التي تستوجب من الدولة التدخّل المتواصل والدوري من أجل تسهيل قنوات تصدير الكتاب التونسي وتسويقه في المعارض الدولية سواء على  المستوى العربي،  وكذلك على الصعيد الاوروبي، حيث يتوجّب الانطلاق بالضرورة من التساؤلات الواقعيّة الكبرى التي تطرح نفسها بقوّة في أوساط الناشرين والموزعين، وهي لماذا ينجح في عمليّة التسويق والترويج منتجو الملابس الجاهزة، وقطع الغيار والقطع الالكترونية، ومنتجو البرمجيات والوسائط المعلوماتية والحاسوبية في تصدير بضائعهم، وفيها ما يدخل ضمن دائرة الابداع والذكاء الفاعل، ولا ينجح منتجو (ناشرو) الكتاب في فتح واكتساح أسواق العالم؟؟؟

كيف ترون واقع الاستثمار في الكتاب وآفاقه الترويجيّة؟

 الاستثمار في مجال إنتاج الكتاب  التونسي وترويجه في الداخل والخارج يتم أساسا من قبل الخواص ولكنّ الإشكالية المطروحة في هذه المسألة بالذات تعود أساسا إلى أنّ مفهوم الاستثمار عموما هو مفهوم اقتصادي لا يعتمد إلاّ على الرّبح المادي ولا يؤمن مطلقا بالفشل، لذلك يشهد ميدان الاستثمار في مجال توزيع وترويج الكتاب التونسي  بتونس وخاصّة في الخارج انحسارا كبيرا له مبرّراته وأولاها ندرة الإنتاج المتميّز القابل للتصدير والخوف من الفشل عند الترويج وذلك نظرا لضيق السوق الوطنية من حيث عدد القرّاء ولجهل القرّاء بالخارج، إن وجدوا فرضا، بمستوى ما وصلت إليه الكتابة الإبداعية عندنا على وجه الخصوص ما عدا معرفتهم ببعض الأسماء المتداولة منذ عقود من الزمن.


وتبعا لما تقدّم إيضاحه فإنّ الاستثمار في مجال إنتاج الكتاب وترويجه مغامرة مازالت حقيقة مجهولة العواقب تستوجب بعث ورشات للبحث والانتقاء والإنتاج والترويج وذلك اعتمادا على خلايا إنتاج تتكوّن أساسا من المستثمرين من رؤوس الأموال المولعين بعالم الثقافة والفكر وخيرة ما يوجد من الكتّاب والمبدعين والمثقفين ومختصين بارعين في مجالي الإشهار والتسويق والترويج والدافع الوحيد لهم في هذا المجال هو إبراز الفكر التونسي  الخلاّق والتعريف به في الخارج لا غير وما يعنيه ذلك من قوّة الاعتراف بالوجود والدّفاع عن الحقّ في التواجد، وذلك لأنّ الإبداع الأدبي على وجه الخصوص والمنشور على صفحات الكتب إنّما هو في الحقيقة جزء من الهوية لا بدّ من تشجيعه والمساهمة في التعريف به وإقناع الآخر خارج الوطن بقدرة المبدع التّونسي على الإضافة والتميّز، وهذه بعض المقترحات العمليّة للنهوض بقطاع الكتاب  التونسي  وخاصة كيفية قدرته على تجاوز الحدود.

هذا القطاع الذي بات في أشدّ الحاجة للمراجعة وإعادة النّظر بتفكير استشرافيّ واع يؤسّس لمستقبل أكثر إنتاجا من الكتب الإبداعية المتميزة والمضيفة حتّى يحقّق لكتاب التّونسي الإشعاع والانتشار المنشودين داخل تونس وخارجها، وإذا كانت تونس على الدّوام بطبعها ولاّدة معطاء فكيف يعجز المبدعون والغيورون من أبنائها عن إيجاد حلول ناجعة لتلميع صورتها وترويج ما أفرزته من إبداع بالخارج.

كيف ترى المستقبل في تونس؟

المستقبل مرهون بأجيالنا الجديدة وناشئتنا هم مستقبل أمتنا ومستقبلها مرهون بإحياء لغتها واستعادة مجدها واسترجاع بريقها وذلك لن يجد إلى التحقيق سبيلا إلاّ بالمطالعة الدائمة والقراءة المستمرّة واستغلال أوقات الفراغ وتغيير السلوك النمطي المتمثّل في الاستعمال المفرط للوسائط التكنولوجيّة بلا منفعة ولنا في “الفايسبوك” عبرة وحديث وكلام لا ينتهي سيما في إهدار الوقت وتدهور الأخلاقيّات.

“البحر من ورائنا والعدو من أمامنا ولا مهرب لنا غير تبديل واقعنا من “أمّة أقرأ أميّة لا تقرأ” إلى “أمّة  أقرأ عارفة وتقرأ”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com
error: هذا المحتوى غير قابل للنسخ أو الطباعة.

يمكنكم أيضا متابعتنا على صفحتنا على الفيس بوك