مناقشة جهود الاعتراف بالدولة الفلسطينية في مجلس الجامعة العربية

انطلقت في القاهرة، يوم الخميس، اجتماعات الدورة العادية رقم (164) لمجلس وزراء الخارجية العرب برئاسة دولة الإمارات العربية المتحدة، وبحضور الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، والمفوض العام للأونروا فيليب لازاريني. ويبحث الاجتماع تطورات القضية الفلسطينية، والجهود المبذولة للاعتراف بالدولة الفلسطينية، ووقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، إلى جانب خطط إعادة الإعمار ودعم صمود الفلسطينيين سياسياً واقتصادياً واجتماعياً.
أكد نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي أن مؤتمر حل الدولتين يمثل “صرخة للحق الفلسطيني” وتجسيداً للخيار العربي الاستراتيجي لتحقيق السلام العادل والشامل والدائم الذي يضمن أمن المنطقة بأسرها. وشدد على أهمية المؤتمر الذي عقدته السعودية بالتعاون مع فرنسا في يوليو الماضي، معتبراً إياه محطة تاريخية في مسار دعم فلسطين، كما أشار إلى أهمية المؤتمر المزمع عقده على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في ظل تزايد الاعترافات الدولية بالدولة الفلسطينية.

وجدد الصفدي دعم الأردن للسلطة الوطنية الفلسطينية والرؤية الإصلاحية التي أعلنها الرئيس محمود عباس، مؤكداً أهمية الالتزامات التي عبّر عنها في رسالتيه إلى ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون.
وفي الوقت ذاته، دان الصفدي تصريحات “المتطرفين العنصريين” في الحكومة الإسرائيلية بشأن فرض السيادة على الأراضي الفلسطينية المحتلة، واصفاً إياها بخطاب الكراهية العبثي الذي يتعارض مع جهود إحلال السلام. كما أكد رفض الأردن للإجراءات الإسرائيلية غير الشرعية في الضفة الغربية، والتي تهدف – حسب قوله – إلى منع قيام الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس المحتلة، على أساس حل الدولتين.
الإمارات: لا حلا عادلا وشاملا بدون إقامة الدولة الفلسطينية
أكد وزير الدولة في دولة الإمارات العربية المتحدة، خليفة بن شاهين المرر، في كلمته أمام وزراء الخارجية العرب، أن القضية الفلسطينية تمثل محوراً أساسياً في سياسة بلاده، مشدداً على أن الحل العادل والشامل لا يمكن أن يتحقق إلا عبر إقامة دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة، تعيش بأمن وسلام إلى جانب إسرائيل.
وأشار المرر إلى مشاركة الإمارات في مؤتمر حل الدولتين الذي انعقد في نيويورك برئاسة السعودية وفرنسا، وانضمامها إلى الإعلان الصادر عنه باعتباره وثيقة رسمية ترسم خارطة طريق نحو تجسيد الدولة الفلسطينية المستقلة. وأوضح أن الزخم المتنامي للاعتراف الدولي بفلسطين يجب استثماره في حشد دعم أكبر، ليس فقط لوقف الحرب في غزة، بل أيضاً لضمان تدفق المساعدات الإنسانية بشكل آمن، ومنع التهجير ووقف سياسات الضم.
كما شدد المرر على ضرورة وقف التدهور في الضفة الغربية والقدس الشريف، ومواجهة الممارسات الإسرائيلية غير الشرعية وتغوّل المستوطنين والمتطرفين، بمن فيهم المسؤولون في الحكومة الإسرائيلية. وأكد أن الضغط الدولي الفاعل مطلوب لإعادة الفلسطينيين، بقيادة منظمة التحرير الفلسطينية، والإسرائيليين إلى طاولة المفاوضات، وصولاً إلى حل عادل وشامل ومستدام.
وأضاف أن الإمارات ترى أهمية توحيد خطاب السلام ونبذ التطرف ومكافحة الإرهاب، مبرزاً دورها النشط سواء عبر قيادة الجهد الإنساني في غزة أو من خلال استخدام أدواتها السياسية لتهيئة بيئة مناسبة للتفاوض. وختم بالتأكيد على أن الاستقرار في المنطقة يبدأ بوقف الحرب وتثبيت الحقوق الفلسطينية وتعزيز مسار السلام، مؤكداً التزام الإمارات بنشر ثقافة السلام ودعم الشعب الفلسطيني في مسعاه لإقامة دولته المستقلة وتحقيق تطلعاته في الأمن والتنمية.
أبو الغيط: دول كثيرة مستعدة للاعتراف بدولة فلسطين
انتقد الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط، يوم الخميس، قرار الإدارة الأميركية بعدم منح الوفد الفلسطيني تأشيرات دخول للمشاركة في اجتماعات الأمم المتحدة بنيويورك، معتبراً ذلك مخالفاً للالتزامات الدولية. وأكد أن مثل هذه الإجراءات تعيق الدور الطبيعي للأمم المتحدة في مناقشة القضية الفلسطينية.
وأشار أبو الغيط إلى أن العديد من الدول حول العالم باتت تعلن دعمها لقيام الدولة الفلسطينية، وهو ما يعكس بحسب تعبيره تزايد القناعة الدولية بعدالة القضية وضرورة إنهاء الاحتلال. كما اتهم إسرائيل بالسعي لتصفية القضية الفلسطينية بشكل ممنهج.
إلى جانب ذلك، تتناول اجتماعات الدورة الحالية للجامعة العربية مستجدات الأوضاع في عدد من الدول العربية، أبرزها السودان واليمن وسوريا وليبيا ولبنان والصومال، إضافة إلى بحث آليات التعامل مع التحديات الإقليمية التي تهدد الأمن القومي العربي.
ويأتي هذا الاجتماع استناداً إلى قرار مجلس الجامعة العربية الصادر عام 2021، والقاضي بتشكيل لجنة وزارية عربية للتواصل مع الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن وغيرها من الدول المؤثرة دولياً، دعماً للقضية الفلسطينية ومتابعة الملفات الإقليمية.