في قلب الأراضي الفلاحية لولاية القيروان، وتحديدًا يوم الأربعاء 25 جوان 2025، نظّمت شركة سيكام الرائدة في صناعة مشتقات الطماطم، لقاءً حاشدًا جمع أكثر من 100 فلاح ومجمّع من ولايات القيروان، القصرين والوطن القبلي، بمناسبة مرور عامين على إطلاق برنامجها الطموح: “صفر بقايا مبيدات يمكن كشفها”.

مبادرة طوعية… دون إلزام قانوني
ما يجعل هذه المبادرة لافتة للنظر هو أنها انطلقت سنة 2023 بشكل طوعي تمامًا، ودون أي إلزام قانوني. ومع ذلك، شكّلت قفزة نوعية في قطاع الصناعات الغذائية في تونس، وعكست التزامًا ملموسًا من شركة “سيكام” نحو البيئة، صحة المستهلك، وتطوير الشراكة مع الفلاح المحلي.
نحو فلاحة أنظف وأكثر استدامة
يرتكز برنامج “صفر بقايا مبيدات” على جملة من الأسس التقنية والعلمية الدقيقة، من أبرزها:
إرشاد فلاحي مستمر من قبل مهندسي الشركة،
تحاليل مخبرية شاملة على 600 مادة كيميائية لضمان خلوّ الطماطم من المبيدات،
نظام تتبّع صارم لمسار الإنتاج من البذور إلى المصنع.
وقد أكد جلول الكريبي، المدير العام لـ”سيكام أغري”، أن:
“مستقبل الصناعات الغذائية في تونس لا يمكن أن يتحقق إلا عبر شراكة مسؤولة مع الفلاح، تراعي صحة المواطن وتحمي البيئة.”
استجابة لقلق المستهلك التونسي
تُظهر نتائج باروميتر الاستهلاك المسؤول لسنة 2025، الصادر عن مخبر “لاباس” بدعم من الاتحاد الأوروبي، أن 96% من التونسيين قلقون من تأثير المبيدات على الصحة العامة.
برنامج “سيكام” جاء كإجابة عملية على هذا الهاجس، حيث تخضع الطماطم القادمة إلى المصنع لتحاليل مستقلة، تؤكد خلوها التام من أي بقايا مبيدات، مما يعزز ثقة المستهلك التونسي في المنتوج المحلي.
نجاح متزايد وإقبال واسع من الفلاحين
في موسم 2025، سجل البرنامج مؤشرات نجاح قوية، أبرزها:
انخراط أكثر من 74% من الفلاحين الشركاء في المبادرة طوعًا،
ارتفاع كميات الطماطم الخالية من المبيدات الوافدة على المصنع موسمًا بعد آخر.
كل ثمرة طماطم تمر عبر سلسلة رقابة محكمة، ما يضمن منتجًا صحيًا، محليًا، ومسؤولًا 100%.
بين الزراعة التقليدية والعضوية: سيكام تقترح “الطريق الثالثة”
في ظل ارتفاع أسعار المنتجات البيولوجية، حيث يتجاوز سعر علبة معجون طماطم BIO (400 غرام) الـ10 دنانير، يمثل برنامج “سيكام” حلاً واقعياً ومتوازناً بين:
السلامة الصحية،
القدرة الشرائية للمستهلك،
والاستقلالية الغذائية الوطنية.
وفي هذا السياق، صرّح مالك البياحي، مدير التطوير في الشركة:
“نحن لا نقدم منتجًا فقط، بل نقترح تصورًا جديدًا للزراعة في تونس، مبنيًا على العلم، الأخلاق، وخدمة المواطن والفلاح معًا.”
نحو سيادة غذائية نظيفة ومستدامة
تُمثّل هذه المبادرة غير المسبوقة خطوة استراتيجية في اتجاه سيادة غذائية وطنية قائمة على الجودة والنظافة، وتُعيد الاعتبار إلى الفلاح التونسي كشريك فعلي في بناء مستقبل غذائي أكثر أمانًا وصحة.