في تاسع سهرات الدورة 59 لمهرجان قرطاج الدولي، عاش الجمهور ليلة استثنائية مع “سهرة قائدي الأوركسترا”، رحلة موسيقية جمعت ما بين الشرق والغرب في لوحة فنية ساحرة قادها المايسترو التونسي شادي القرفي.

السهرة احتفت بالتنوع الثقافي، حيث التقى على ركح قرطاج كل من المايسترو الجزائري لطفي السعيدي، والمايسترا الفلسطينية لامار إلياس، والمايسترو الإيطالي آندريا تارنتينو، والمايسترو التركي أحمد باران، ليقدموا معاً مزيجاً أوركسترالياً فريداً بمشاركة أصوات منجية الصفاقسي (تونس)، Goar Faradzhian (إيطاليا) وMine Bitmez (تركيا).
الافتتاح كان بمقطوعة “مألوف فانك” لفوزي الشكيلي، لينطلق الحفل في تدفق إيقاعي مفعم بروح الأندلس. منجية الصفاقسي أعادت إحياء ذاكرة الأغنية التونسية، فيما شددت Goar Faradzhian الرحال نحو إيطاليا بأغنيات خالدة كـ”O sole mio” و”Con te partiro”. أما لطفي السعيدي فقدم وصلة جزائرية أصيلة توجها بأغنية “يا رايح”، بينما جسدت لامار إلياس بآلاتها الحكاية الفلسطينية في معزوفة “سماعي بياتي” وغنت للحرية والكرامة.
المايسترو التركي أحمد باران أبدع في عزف القانون، مقدماً مقطوعات عالمية بأسلوبه الخاص، لترافقه Mine Bitmez بصوتها الحالم في أغاني تركية تقليدية، ختمتها بتحية لجمهور قرطاج بـ”تشكرات”.
“سهرة قائدي الأوركسترا” كانت لقاءً عابراً للحدود، حيث اجتمعت الأصوات والآلات لتؤكد أن الموسيقى لغة الشعوب وقوة توحدها، في عرض كان بحق “ليلة عمر” على ركح قرطاج.
نادرة الفرشيشي