الأخـبـار
تونس ترحب بسفير جديد لبوركينافاسو وسط آفاق واسعة للتعاون المشترك: الإعلام في خدمة الطفولة: إتحاد إذاعات الدول العربية يدعم جمعية SOS تونس: المنتخب التونسي بين طموحات المونديال وتعزيز الصفوف: رهانات المرحلة القادمة: "نوفلار" في قلب العاصفة… والجامعة التونسية لوكالات الأسفار تنتصر لها: السفارة الصينية بتونس تحذر: الاستشارات الجامعية مجانية ولا وسطاء معتمدين: سباق "فيكسيت بهارات 2025" يرسّخ الديبلوماسية الرياضية بين الهند وتونس: سفارة الهند بتونس تنظم سباق "فيكسيت بهارات 2025" لتعزيز الصداقة الثنائية: تعزيز الوعي الصحي للشباب: شبكة Y-PEER تنظم لقاءً حواريًا مع الإعلاميين والمتخصصين: سفارة الصين بتونس تحتفل بالذكرى الـ76 لتأسيس جمهورية الصين الشعبية ثلاثون عاما من العمل و خمسون عاما من الإلتزام: تونس تعزز الديبلوماسية البيئية المتوسطية لقاء تونسي-إماراتي على هامش الدورة الـ80 للجمعية العامة للأمم المتحدة المملكة المتحدة تعترف رسمياً بدولة فلسطين: خطوة تاريخية نحو السلام العادل
تحقيقات

التدخين في تونس: أزمة صحية تبحث عن حلول

يُعد التدخين أحد أبرز التحديات الصحية في تونس، حيث يدخّن ما يقارب نصف الرجال ونصف فئة الشباب البالغين بانتظام، في مؤشر ينذر بخطر متصاعد رغم ما بُذل من جهود في مجال التوعية وسن القوانين وفرض الضرائب والانخراط في الاتفاقيات الدولية. أما نسبة التدخين بين النساء فما تزال محدودة (1,9%)، غير أن المؤشرات توحي ببوادر تغيّر في السلوكيات الاجتماعية في هذا المجال.

بين التشريع والواقع: فجوة التطبيق:

على المستوى القانوني، تبدو سياسات مكافحة التدخين في تونس شاملة، غير أنّ ضعف التنفيذ يُفقدها فعاليتها. فما تزال السجائر متاحة حتى للقاصرين، في غياب رقابة صارمة، فيما تقتصر الحملات التوعوية غالبًا على رسائل تقليدية تُحمّل المدخنين المسؤولية دون أن تقدّم لهم بدائل عملية للإقلاع. وبذلك تتحول الجهود في كثير من الأحيان إلى مجرّد واجهة شكلية، تزيد من عزل المدخنين بدل دعمهم في مسار التغيير.

ورغم بعض المبادرات التي أطلقها البرنامج الوطني لمكافحة التدخين، مثل تدريب الأطباء وتوفير بدائل محدودة، تبقى خدمات الإقلاع غير كافية وصعبة المنال. كما أن التركيز على الامتناع التام يغفل تنوّع ظروف وتجارب المدخنين، ما يستدعي اعتماد مقاربات أكثر مرونة تقوم على الإصغاء وتقديم دعم شخصي مستدام يراعي خصوصية كل حالة.

الحاجة إلى حلول مرنة ومستدامة:

أثبتت مقاربة “الحد من المخاطر” فعاليتها في مجالات صحية عديدة، إذ تقوم على تقليص الأضرار حين يصعب القضاء على السلوك الضار كليًا. وفي مجال مكافحة التدخين، اعتمدت بعض الدول هذا التوجه: فـالسويد نجحت في خفض معدلات التدخين إلى 5.4% عبر إدماج منتجات النيكوتين البديلة، فيما اعترفت المملكة المتحدة بالسجائر الإلكترونية كوسيلة للإقلاع، مع فرض ضوابط للحد من تأثيرها السلبي وحماية الفئات الشابة.

من هذا المنطلق، تبدو تونس في حاجة إلى رؤية صحية شاملة تنطلق من فهم عميق لواقعها الاجتماعي والثقافي والاقتصادي، مع وضع إطار تنظيمي واضح للمنتجات الخالية من الدخان وضمان جودة تسويقها وتوزيعها. كما يُستحسن إدماج هذه البدائل ضمن برامج الإقلاع الرسمية، مع تعزيز قدرات العاملين في قطاع الصحة على مرافقة المدخنين من خلال معلومات دقيقة ودعم شخصي.

وفي الوقت ذاته، ينبغي أن تُبنى حملات التوعية على أسس علمية واستراتيجيات اتصال حديثة، تضمن وصول الرسائل بشكل فعّال إلى الفئات الأكثر استعدادًا للتغيير، وتحوّل جهود مكافحة التدخين من شعارات إلى مسار عملي يوازن بين الوقاية والدعم والحد من المخاطر.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com
error: هذا المحتوى غير قابل للنسخ أو الطباعة.

يمكنكم أيضا متابعتنا على صفحتنا على الفيس بوك