الأخـبـار
تدريس الاعلام في المدرسة: افهام الناشئة وانصاف لخريجي الصحافة والاتصال الحضور العُماني في الدورة 25 للمهرجان العربي للإذاعة والتلفزيون بتونس: مشاركة نوعية تعكس تطور الإعلا... تعزيزًا للتربية كحائط صدّ ضد التطرف: ورشة لاختتام مشروع "مدونة التربية على السلم والمواطنة"في إطار ا... تونس تتألّق في الدورة 25 للمهرجان العربي للإذاعة والتلفزيون وتحصد 4 جوائز مرموقة تونس تحتفل باليوم العالمي للتبريد: خطوات ريادية نحو قطاع مستدام وصديق للبيئة تونس تحتفل باليوم العالمي لرجال البحر الموافق ل 25 جوان من كل سنة تحت شعار "سفينتي خالية من التحرش" سفارة الهند بتونس تحتفل باليوم العالمي لليوغا في قرطاج تحت شعار "اليوغا من أجل أرض واحدة وصحة واحدة" أوّل فوز للترجي وللعرب في مونديال الأندية السفير الإيراني في تونس: العدوان على طهران استهدف الأمة بأسرها تونس والولايات المتحدة: نحو تعزيز الشراكة في الذكرى 249 للاستقلال الأمريكي إيران تهدّد باستهداف مفاعل ديمونا مؤتمر إقليمي بتونس لتعزيز نهج "الصحة الواحدة" بمشاركة سلطنة عُمان
متفرقات

تونس ليست “مقاطعة فرنسيّة” ولا “ولاية أمريكيّة” وماهي بـ”إيالة عثمانيّة”

أفراد ومجموعات متناثرة منتسبون لأرض الخضراء الطّيبة بالوثائق والمولد فحسب، وأحيانا المنشأ غير المنشأ، يحاولون في السرّ والعلن المتاجرة والسمسرة من أجل أموال ومصالح لا تهمّ ولا تنفع التّونسيين مقابل تنفيذ أجندات استعماريّة وتسلّطية قديمة مقيتة تستباح عبرها سيادة تونس واستقلال قراراتها وهيبة سلطتها وضرب قدرتها على إدارة شؤون الدّولة ودواليبها سواء كانت سياسيّة وحكوميّة واقتصاديّة أو حتّى المجتمعيّة والثقافيّة.

خليط  “غير مصفّى” من البشر يعيشون بيننا لا تهمّهم مصلحة تونس، وشعبها بالنسبة لهم غير موجود أصلا وربّما حسبوه قطيعا من الدّواب، وإنّما همّهم ملء الجيوب أقصى ما يمكن وامتلاك أرصدة منتفخة تفيض بالدولارات و”الأوروات”، هؤلاء شغلهم الشّاغل التسابق في شراء القصور و”الفيلات” الفاخرة في أحياء البلاد الراقية أو في بعض عواصم الخارج التي يخدمونها ويأتمرون بإمرتها، هؤلاء الذين ينهمرون كأنهم الجراد، بل كأنهم غثاء السيل لا يفوّتون منبرا أو محفلا إلاّ وحضروه وأدلوا فيه بدلو يظهر دوما أنّه “مقعور” تخرّ منه السّقاية على الرؤوس.

ألسنة درجت على التلفّظ التّرهات والسفسطة الفارغة، بعضها يرغب في “أمركتنا” ويبشّرنا بالعولمة والكونيّة ودخول “نادي الكبار” عبر المسارب ذاتها التي انكشف سابقا انسدادها وخطرها، وألسنة أخرى لا تنفكّ تعبّد الطريق للسفر بنا إلى عرين الفرنكوفونيّة والرّجوع بنا إلى زمن “العكري” و”الكومبتان” و”الصبايحيّة” و”الجدارميّة”، هؤلاء الذين لم يبقوا ولم يذروا وعاثوا في الأرض فسادا حتّى انجلى نير الإستعمار وانزاح بكلكه ليهوي في حفرة الجحيم.

ومن التقليعات الجديدة جبلّة من القوم يروّجون لـ “عثمنة” بلادنا والحضّ على العودة بنا إلى وقت “حريم السلطان” والسلطان “سليمان المعظّم” و”سنبل آغا”، ورغم أنّ العهد العثماني أضاف للدولة التونسيّة التي كانت تحت إمرة وإدارة الإمبراطوريّة العثمانيّة بمسمّى “الإيالة التونسيّة”، وهناك انجازات ومكاسب حققتها تونس من خلال تواجدها ضمن الإمبراطوريّة، والمتحف العسكري بمنّوبة يشهد على زخم وزخر ما انبسط في بلادنا من علوم وآداب وثقافة وفنون واستفادت به، وقتذاك، من الدولة العثمانيّة من أدوات السّلم والحرب بما أمّن تونس من الهزّات.

ولا شكّ أنّ كلّ الحضارات والثقافات التي مرّت بتونس أفادت وأضافت رغم السلبيّات، لكن أن تنسلّ إلينا طينة جديدة من البيادق تدعو إلى الانصهار في خصوصيّات بلاد أخرى لا تقابل الخصوصيّة التّونسيّة بمميزاتها النقيّة الصّافية فذاك لا مجال إليه، والأنكى والمرير أنّ أطراف، هم فرادى وجماعات يدعون جهارا، ومنهم من يتسربل وراء سواتر الأحزاب والعمل الجمعيّاتي والنشاط في كنف المجتمع المدني، وهم بعيدون كلّ البعد عن المجتمع وعن مشاغل العباد، فقط هو غطاء لبلوغ غاياتهم في بيع الوطن وجعله مرتهنا لهذه الدولة أو تلك الإيديولوجيا.

صحيح أنّ سوق النّخاسة والسمسرة في الوطن ازدهرت كثيرا بعد الإطاحة بنظام المخلوع بن علي لكن من فضل الله أنّ الرياح جرت بما يشتهيه الوطنيّون الأحرار الذين منهم من تعاون ومنهم من تنازل وقاموا، الأيادي في بعضها، بتعديل دفّة السفينة فاستقام مسارها، وهو ما نحمد الله عليه من أجل تونس حرّة مستقلّة في منعة من كلّ منتهك أو معتد وفي حصن من السّوقة ورعاع الصفقات في الأسواق السّوداء.

من المضحكات المبكيات أن أكلّم ابن بلدي في وطننا بلغة بلد أجنبي، ومن الهجانة وخفّة العقل أن يختمر عقل التونسي المتمدّن في حقبة تاريخيّة تونس فيها لم تكن تملك سيادتها ولا سلطتها ولا قراراها، ومن السفاهة والتفاهة أن نبشّر بالكونيّة والعولمة وأحمرة الفحم تنهق في جولات استعراضيّة في شوارع المدن وأحيائها طرقاتها وأزقّتها، من النوادر أن ندّعي الوصل بـ “نادي الكبار” والمزابل أكلت وجوهنا وطرقاتنا مخروبة بالحفر والإنارة منعدمة ومياه الصّرف الصحّي العطنة يتمّ تصريفها في الضّيعات والمزارع.

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com
error: هذا المحتوى غير قابل للنسخ أو الطباعة.

يمكنكم أيضا متابعتنا على صفحتنا على الفيس بوك